كرة السلة اللبنانية.. ″لمن استطاع اليها سبيلا″… عزام ريفي

ليست هناك أسباب عديدة وراء هذا العنوان، ولكن هناك سبب وحيد وأساسي تنفجر منه الكثير من التداعيات السلبية تجاه اللعبة الشعبية الأولى في لبنان وكونها لم تعد اللعبة الشعبية التي لطالما عرفناها، والسبب هو أن المشاهد لن يستطيع مع بداية الشهر المقبل متابعة سوى 30% من مباريات الدوري اللبناني لكرة السلة، أي مباراة واحدة يوم الأحد، إلا اذا قام بالإشتراك بتطبيق ″ألفا سبورت″، وكلفته 9$ شهرياً والذي يعطيه ميزة متابعة كامل مباريات الدوري.

أما بالنسبة للتداعيات السلبية لهذا القرار:

أولاً: لعبة كرة السلة أصبحت لمن استطاع اليها سبيلا، أي أنها لم تعد لجميع الناس كما كانت، بل أصبحت فقط للمشاهدين القادرين على دفع مبلغ 9$ شهرياً.

ثانياً: 9$ شهرياً ليست بالمبلغ الزهيد، خصوصاً في ظل مرور لبنان بأزمة اقتصادية، وارتفاع معدل الفقر فيه.

ثالثاً: فكرة الإشتراك الشهري قد تكون بالجيدة للبنانيين المغتربين الذين يريدون متابعة الدوري اللبناني كونهم لا يستطيعون ذلك لعدم توفر LBCI في الخارج، لكن فكرة أن يدفع اللبناني المقيم في لبنان 9$ شهرياً كي يتابع مباريات الدوري التي تجري أحداثه على أرض لبنان فهي بمثابة مهزلة واستخفاف بالعقول.

رابعاً: هل من المنطق فعلاً، متابعة مباراة تتراوح مدتها بين الساعة ونصف الساعة الى الساعتين على الهاتف؟ مع العلم أن ليس جميع اللبنانيين يملكون الهواتف الذكية والمتطورة.

خامساً: في حال أراد أي مشاهد متابعة المباراة عبر التلفاز، فعليه أن يمتلك أولاً تلفاز ذكي يتمتع بخاصية وصل الهاتف بالتلفاز، أما بالنسبة للذين لا يمتلكون تلفاز ذكي فعليهم شراء شريط خاص يقومون من خلاله بشبك هاتفهم بالتلفاز، والذي تتراوح أسعاره بين 10$ و15$ في الأسواق، أي أن الكلفة الكاملة لمتابعة الدوري اللبناني عبر التلفاز قد تصل لـ 24$.

سادساً: الخبر المفرح للبنانيين وهو أن 1$ من كلفة الإشتراك ستعود للنادي الذي يشجعه المشترك وذلك لإنقاذ اللعبة، ويبقى السؤال كم من الـ 6 مليون لبناني سيشترك بالخدمة؟

علماً وبحسب تقارير فرنسبك الإقتصادية أن حوالي 28.5% من اللبنانيين دون خط الفقر و20% عاطلين عن العمل، فإذا استثنينا هؤلاء يبقى عدد القادرين على الإشتراك بالتطبيق قرابة 3 مليون نسمة. ومع الإفتراض أن النسبة الأكبر من أعمار المشاهدين للرياضة بشكل عام تتراوح بين 10 و60 سنة والتي تبلغ حوالي 56%، أي ما يقارب المليون ونصف المليون مشاهد من أصل 3 مليون، فكم سيشترك من هؤلاء بالتطبيق؟

سابعاً: كل من لا يمتلك خط “ألفا”، يمكنه تحميل التطبيق والإشتراك 9$/شهرياً، ولكن عليه أن يتحمل كلفة الإنترنت لكل مباراة أي بمعدل 1.5Gb للمباراة الواحدة، على عكس حاملي خطوط ألفا التي ستكون كلفة الإنترنت من ضمن كلفة الإشتراك، الأمر الذي سيجبر المواطن الذي يستخدم خدمة “تاتش”، الحصول على خط “ألفا” الذي ستقدمه الشركة بالمجان. وعليه قبل كل مباراة استبدال الخطوط وبالتالي توقيف حياته الإجتماعية أو حتى المهنية لمشاهدته مباراة كرة سلة، أو عليه شراء هاتف يستوعب خطين.

كل هذه التداعيات والصعوبات وربما يوجد غيرها كثير، توضح كم أصبحت مشاهدة كرة السلة اللبنانية تشكل عبئا على المشاهد أكثر من كونها متعة له، وذلك بسبب موافقة الإتحاد بحصر اللعبة بـتطبيق.


Post Author: SafirAlChamal