ما تزال أزمة مقالع شركات الاسمنت تتفاقم مع تزايد اعداد الوفيات بالامراض السرطانية واستمرار خرق المتعهدين قرار بلدية كفرحزير بوقف العمل في المقالع الواقعة في منطقة كفرحزير العقارية. لاسيما أن 85 في المئة من المشكلة البيئية في الكورة ناتجة عن المقالع غير المرخصة في مناطق سكنية مصنفة للبناء.
تجاه هذا الواقع تتداعى الهيئات البيئية والاهلية الكورانية لعقد لقاءات للبحث في المستجدات واتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من الاخطار المحدقة بالقضاء. وفي ندوة عقدتها اللجنة الاجتماعية في مجلس رعية عفصديق حول المشاكل الناجمة عن مقالع ومصانع الاسمنت في شكا استعرضت رئيسة جمعية بيبلوس ايكولوجيا الدكتورة فيفي كلاب المشاكل البيئية والصحية الناتجة عن أعمال الحفر في مقالع شكا والكورة. وتمنت على البلديات ″مطالبة وزارة البيئة إعطاء نتائج عمل آلات مراقبة التلوث، التي غالبا ما تصل للخط الاحمر في الخطورة، بصورة مستدامة، والتشدد في مراقبة الحفريات″. كما طالبت ″بتشكيل لجنة تحقيق نيابية، وفتح ملف الكسارات والمقالع، ومحاسبة المسؤولين في وزارتي البيئة والداخلية والبلديات الذين لا يطبقوا القوانين″.
ودعا المدير التنفيذي للمفكرة القانونية المحامي نزار صاغية الناشطين البيئيين لوضع خطة قانونية واعلامية، وتشكيل ملف بالانتهاكات والجرائم البيئية التي ترتكب على كافة الاصعدة، وتأليف لجنة من خبراء في البيئة والصحة والاقتصاد لرفع الدعاوى القانونية لاحراج الشركات والمطالبة بالتعويضات ووقف العمل بالمقالع غير المرخصة.
واعتبر رئيس جمعية وصية الارض المهندس فارس ناصيف أنه من الاهمية التصعيد في التحركات البيئية للحد من الاضرار التي تلحقها الشركات في البيئة الكورانية، جراء تماديها في اعمالها غير القانونية وغير المرخصة.
وفيما رأى المحامي طلال نصار أنه من الضرورة السير في عريضة قانونية لوقف عمل المقالع غير المرخصة. شدد رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم على ضرورة التزام الشركات بالمعايير البيئية وتأهيل المقالع التي هي سبب رئيسي في الازمة البيئية الكورانية.
اما رئيس بلدية فيع الدكتور جون عبدالله فقد تطرق الى تواصل اتحاد البلديات مع دائرة الامراض السرطانية في الجامعة الاميركية للاطلاع على مدى تأثير الشركات على الصحة وارتباطها بالامراض السرطانية، لتكوين ملف صحي دقيق.
وفي حين اكد رئيس هيئة كفرحزير البيئية جورج عيناتي ان مياه ينابيع الجرادة ملوثة بالاثباتات الرسمية نتيجة حفريات المقالع. اشار الى الارتباط القائم بين غازات وسموم مصانع الاسمنت والاصابات السرطانية في الكورة. ما يحتم بنظره الدعوة لاقفال الشركات لاخطارها التي ترتد على الصحة والبيئة. وهذا ما دفع الاب انطوان ملكي للتشديد على ان حياة الناس وديعة ويجب المحافظة عليها.
في المقابل اعتبر عضو بلدية كفرحزير يعقوب وهبة ان الخطأ الجسيم الذي يمارس بحق اهالي الكورة هو عدم تطبيق القوانين والقرارات الصادرة عن المجلس البلدي.
وفي حين راى بسام كرم ان الدولة تقف ضد ابناء الكورة ولا تعمل للحفاظ على صحتهم وبيئتهم اعتبر ان الحل الوحيد الذي يمكن اللجوء اليه هو المواجهة بالقوة ولو بالسلاح لوقف عمل المقالع.
