كان لافتا قرار قيادة الجيش اللبناني إقامة حفل تخريج دفعة من المجندين في ملعب رشيد كرامي البلدي في طرابلس، برعاية قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلا بقائد اللواء الثاني عشر العميد يعقوب معوض، وحضور حشد من الشخصيات والأهالي.
هي خطوة ربما تكون الأولى من نوعها وتهدف من خلالها قيادة الجيش الى تعزيز العلاقة بين المؤسسة العسكرية والمواطنين اللبنانيين في كل المناطق لا سيما في طرابلس التي تشهد إستقرارا أمنيا في كنف الجيش اللبناني الذي نجح من خلال الخطة الأمنية التي نفذت في أول نيسان 2014 وما تلاها من تضحيات، في أن يعيد العاصمة الثانية الى حضن الوطن، وأن يعيد الطمأنينة والسلام إليها، لتغدو طرابلس اليوم من أكثر المناطق أمنا وهي تسعى الى النهوض من خلال ما تختزنه من مرافق إقتصادية ومعالم أثرية وتراثية.
لم يبخل الجيش اللبناني على طرابلس، فقدم الدم والشهداء لوقف جولات العنف العبثية وحماية المدينة وأهلها، ثم إنتقل الى جانب العمل العسكري الى العمل الاجتماعي، فقدم المساعدات للأهالي سواء في إعادة ترميم ما تضرر أو من خلال مساعدة الفقراء على كل صعيد، والمساهمة في حل كثير من الأزمات على صعيد تأمين المياه وإعادة الحياة الى طبيعتها في مناطق خطوط التماس السابقة، لينسج علاقة وطنية وإجتماعية وأخوية مع الأهالي الذين وقفوا الى جانب الجيش ودعموا مهمته.
وجاءت خطوة حفل تخريج المجندين في ملعب رشيد كرامي البلدي في طرابلس، وهو يقام عادة في الثكنات العسكرية، ليؤكد على تجديد العلاقة بين الجيش وأبناء طرابلس وإشراكهم في إعطاء الزخم والقوة للمتخرجين الجدد لينطلقوا في خدمة وطنهم، ولتثبت المدينة بأنها مع الجيش تدافع عنه وتحميه وتحتضنه، وليثبت الجيش إهتمامه بطرابلس على كل الصعد بدون إستثناء.
وكان ممثل قائد الجيش العميد يعقوب معوض ألقى كلمة في حفل التخريج نوه فيها “بالمجندين الخريجين وخيار الإنضواء تحت راية الجيش اللبناني، والزود عن حدود الوطن وتقديس كرامته، وقد أظهروا خلال فترة من التدريب شدة العزيمة وقوة الإصرار، فباتوا على قدر الامال وحجم الأمانة للانضواء تحت علم لبنان والانخراط في مختلف وحدات الجيش”.
وقال:”ان وقفة هؤلاء الرجال القادمين من جميع أرجاء الوطن، تعكس مدى التلاحم بين المؤسسة العسكرية والمجتمع اللبناني بأكمله، وتؤكد الدور الجامع الذي يضطلع به الجيش، حيث ينفذ العسكريون مهماتهم كفريق متكامل يجمعه هدف واحد وفكر مشترك، متمسكين بقواعد الانضباط ومقدمين مثالا يحتذى به لشباب لبنان”.
وتابع: “لا شك بأن هذه الرسالة مشرقة، وتؤكد قدرتنا على مواجهة التحديات وتسهيل المصاعب والحفاظ على أمن البلاد وسلامة أهلها جميعا، ولا مناص في بلدنا الغالي إلا بتلاحم ابنائه ونبذه الانقسامات وابتعادهم عن الفرقة، وهم بذلك خير سند للجيش في عمله المستمر وجهده المتواصل، لردع كل من يحاول النيل من استقرارنا، خاصة من جهة العدو الإسرائيلي الذي أصبح من رموز الإجرام في عصرنا والإرهاب الذي تلقى هزائم متتالية، غير أنه ما زال يسعى إلى استغلال الفرص لزعزعة الاستقرار”.
ونقل معوض تحية قائد الجيش وقال:”ان العماد قائد الجيش، يتوجه بالتهنئة الحارة إلى المتخرجين وذويهم، ويتمنى لهم كل التوفيق والنجاح في وظائفهم، فاجعلوا أيها المتخرجون من قسمكم عنوانا ثابتا في ادائكم يحثكم على التطور المستمر لما فيه خير المؤسسة العسكرية وخير وطننا لبنان، فالمرحلة دقيقة وتستوجب منا أقصى درجات الجهوزية والحذر وآمال اللبنانيين معقودة عليكم فلا تبخلوا بجهد أو دم، وفاء لارث من سبقكم ولتكونوا قدوة لمن يأتي بعدكم ضمن مسيرة الشرف والتضحية والوفاء”.
