مؤامرة على المنية.. هل المطلوب أن نموت حرقا؟… عمر إبراهيم

كشفت الحرائق المتكررة التي تشهدها مدينة المنية واخطرها الحريق الذي شب في مصنع الكلل للمفروشات، أن كل الوعود التي أطلقت منذ فترة حول تعزيز فرق الإطفاء وتجهيزها لا تزال حبرا على ورق، وأن المدينة التي تضم عشرات الاف المواطنين غير قادرة على مواجهة حريق بسيط، نظرا لعدم وجود سوى آلية اطفاء واحدة معطلة منذ اكثر من ستة اشهر، في حين تنعم مناطق اخرى بفائض من سيارات الاطفاء وكأن هناك ما يشبه المؤامرة على هذه المدينة من قبل المسؤولين في الدولة ولدى الجهة المعنية وزير الداخلية.

ويأتي حريق المصنع الذي خلف اضرارا مادية فاقت الـ200 الف دولار اميركي وكاد ان يهدد حياة المواطنين، ليطرح عدة أسئلة حول دور “اتحاد بلديات المنية” والبلدية في تأمين اجهزة إطفاء وتعزيز قدراتهم والضغط من اجل رفع مستوى الجهوزية لديهم، حيث تشير المعلومات الى ان مركز الدفاع المدني في المنية لم يكن فيه اثناء الحريق سوى موظف واحد، وهي مشكلة قائمة منذ فترة ورغم ذلك لم يحرك ذلك ساكنا لدى المسؤولين الذين يسعون مع كل كارثة الى التهرب من مسؤولياتهم ورميها على الاخرين كما يحصل اليوم حيث يحاول اتحاد البلديات والبلدية الى تحميل ريس مركز دفاع المدني والموظفين المسؤولية وكان المطلوب ان يعملوا على اخماد الحريق بايديهم بدلا من ان يسارع هؤلاء الى العمل لتامين سيارة اطفاء ان كان من خلال الدولة او من جمع التبرعات، لا سيما ان المنية تضم متمولين كثر يتباهون بانفاقهم على تيارات سياسية في لبنان.

ووفق المعلومات فان الحريق الذي لم تعرف اسبابه اندلع داخل غرفة صغيرة في المصنع واستمرت النيران زهاء الساعة ونصف الساعة من الوقت من دون ان تتحرك فرق الدفاع المدني، وبدأت مناشدات الاهالي حيث انتقلت النيران وبسرعة الى كامل اجزاء المصنع ولامست المنازل المحيطة، قبل ان تصل سيارات الدفاع المدني من طرابلس وتحاصر النيران قبل وصولها الى المنازل، حيث قضت على كامل محتويات المصنع.

هذا الحريق ليس الاول من نوعه الذي تشهده المنية، وسط صمت مريب من قبل المسؤولين، حيث تشير المعلومات الى ان العديد من القرى في الشمال تمتلك آليات اطفاء تابعة للدفاع المدني في حين تحرم المنية من الية اطفاء صالحة واخرى رديفة للتدخل عند الضرورة، في مدينة تضم مصانع ومعامل وبات اهلها يعيشون تحت هاجس اندلاع اي حريق وما يمكن ان يتسبب ذلك من اضرار مادية او خطر على حياتهم.

وما يثير الانتباه هو كيفية تعاطي كل المسؤولين مع هذه القضية من وزير الداخلية ومديرية الدفاع المدني، علما ان النائب السابق كاظم الخير كان تواصل قبل فترة مع مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار الذي كان وعد بتأمين سيارة اطفاء للمدينة ودعم جهاز الدفاع المدني.

الخير الذي استنكر تكرار الحرائق وعدم وجود اليات لاخمادها، طالب بضرورة حماية المنية واهلها والعمل على تامين سيارات اطفاء اسوة ببقية المناطق، ″لانه من غير المقبول ان نبقى تحت رحمة سيارة اطفاء معطلة، فالمنية مدينة ويجب ان يتم التعاطي معها من هذا المنطلق″. 

Post Author: SafirAlChamal