من تعمد الاساءة الى البطريرك والطائفة؟… مرسال الترس

كثيرون من اللبنانيين تابعوا باهتمام الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة الـ MTV على حلقتين من إعداد الاعلامي ايلي أحوش عن سيرة حياة البطريرك الماروني السابق الكاردينال نصرالله صفير تحت عنوان ″البطريرك″.

منهم من أيّد الفكرة والعمل لأنه أضاء على أحداث مهمة في مرحلة حساسة من عمر الوطن والدور المحوري الذي لعبه البطريرك آنذاك، ومنهم من وجه الكثير من الانتقادات للعمل ولاسيما على نقطتين اساسيتين تضمنهما وكانتا لافتتين جداً:

الأولى: من قرر الاكتفاء بعبارة البطريرك كعنوان للفيلم أراد أن يظهر للمشاهد البطريرك صفير وكأنه الوحيد الذي ترك بصمات في هذا المنصب، وقد تعمد ذلك لاسباب في نفسه وتوجهاته، في حين أن الطائفة المارونية التي وجدت ككيان منذ القرن السابع الميلادي قد تميزت ببطاركة عظام حفروا عميقاً في ذاكرة هذا الشرق مزايا لا تُنسى وسط أحداث بالغة الدقة والصعوبة، إبتداء من المؤسس البطريرك يوحنا مارون مروراً بالبطاركة اسطفان الدويهي والياس الحويك وانطون عريضة وبولس المعوشي وسواهم، فلذلك كان من الاجدى اضافة كلمة تعبيرية اخرى تعكس حالة البطريرك صفير كالعنوان الفرعي الذي وضع على زاوية الشاشة وهو بطريرك الاستقلال مثلاً. حتى لا يُفهم من العنوان أنه البطريرك الأول والاخير في الطائفة وبذلك يُمثل انتقاصاً من دور البطريركية التاريخي وما قدمه البطاركة الآخرين.

أما النقطة الثانية التي لاحظها المراقبون والمتابعون هي إقتصار مداخلات الشخصيات المتنوعة بين اكليريكية وعلمانية وسياسيين ومؤرخين وغيرهم على وجهة نظر تشيد بما قام به البطريرك صفير في حين أن الجميع يذكر أنه كان مثار جدل في حقبات عدة من توليه السدة البطريركية بين مؤيد لادائه ومواقفه بدون سقف، وبين ومعارض لتلك التوجهات بدون حدود، الامر الذي دفع بتدخل الفاتيكان وهو السلطة الاعلى للكنيسة الكاثوليكية من أجل تقصير ولايته وإنتخاب البطريرك الحالي بشارة الراعي نتيجة التناقضات التي حصلت والتقارير المتنوعة التي رُفعت الى مقام السدة البابوية.

فاذا كان ما حصل هفوة من الاعداد والانتاج فمن الاجدى تقديم تفسير منطقي وموضوعي لتوضيح الصورة، والاّ فان التعليل الوحيد لما جرى هو أن هناك من تعمد حصول ذلك فأساء للبطريرك صفير وللبطريرك الحالي وللطائفة المارونية التي تفتخر بما قدمت من بطاركة على مدى الآف السنين كانوا رعاة لامعين ومجلين في إدارة شؤون خرافهم في شرق لم يشهد استقراراً كاملاً قبل انطلاق البشارة المسيحية وبعدها!..  


Post Author: SafirAlChamal