مخيم المية ومية.. ماذا يُخطط له؟… عمر إبراهيم

لم يعد بالأمر المهم السؤال عن الأسباب التي أدت إلى  اندلاع فتيل المواجهات قبل أيام في مخيم المية ومية في الجنوب بين حركتي  أنصار الله وفتح، نظرا لحجم التباين في وجهات النظر بين الطرفين ومحاولة كل منهما  تحميل الآخر المسؤولية عن تلك المواجهات التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وخلفت أضرارا مادية جسيمة، فضلا عن نزوح عشرات العائلات وعدم عودتها رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

لا يمكن فصل تداعيات ما حصل عن قضية اللاجئين في لبنان، الذين يعانون تقليصا في خدمات الأونروا وتهجيرا منظما لمئات العائلات عبر شبكات التهريب التي تنشط من دون حسيب أو رقيب، وكأن هناك ترابطا بين نقص الخدمات وتسهيل عمل شبكات الهجرة، وافتعال إشكالات أمنية داخل المخيمات لرفع منسوب اليأس عند اللاجئين وزيادة حالة الاحتقان اللبناني تجاه المقيمين في المخيمات من قبل أطراف سياسية سعت بعد احداث المية ومية الأخيرة إلى ممارسة مزيد من الشحن ضد المخيم، اسفر عن تحركات من قبل سكان القرى اللبنانية المحيطة للمطالبة بوضع حد للتفلت الأمني في المخيم وحمايتهم من الرصاص العشوائي الذي تساقط على قراهم قبل أيام. 

وبغض النظر عما يدور في الكواليس من مخططات لفرض واقع معين على المخيم وإراحة محيطه وازالة الهواجس لديهم، فان الاتفاق الذي كان تم التوصل اليه قبل أيام لم يُدخل الطمأنينة إلى أبناء المخيم الذين نزح معظمهم والبعض الآخر يعيش حالة من الخوف من تجدد تلك المواجهات، لا سيما ان الجيش اللبناني وضع المخيم تحت حصار مطبق، في رسالة واضحة إلى إمكانية تدخله في حال تجددت تلك المواجهات.

ووفق المعلومات فان حركة أنصار الله بقيادة أمينها العام جمال سليمان بدأت تنتشر في العديد من المخيمات بشكل عسكري وسياسي، وهي مقربة من حزب الله ومن معظم الحركات الإسلامية الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس.

وتضيف المعلومات: إن التعايش بين حركة فتح وحركة أنصار الله داخل المخيمات يواجه صعوبات، وهو امر يحتاج إلى جهود مضاعفة من المسؤولين الفلسطينيين لابرام وثيقة شرف بين الطرفين تحرم اللجوء إلى للسلاح. 

وتتابع المعلومات: إن ما تشهده المخيمات من تردي الأوضاع المعيشية وتنامي ظاهرة الهجرة هي أمور تجعل النظرة إلى أي تطور امني على انه يصب في خانة تهجير لللاجئين. 

وتختم هذه المعلومات أن هناك نية لدى الفصائل بضبط الوضع في المخيمات، لكن الخوف لديها هو من مشاريع قد تطيح بجهودها وتعيد فتح ملف المخيمات على مصراعيه، لا سيما مخيم المية ومية الذي يتجاور مع محيط لبناني ذات طيف سياسي وطائفي معين، وبدأت تحركاته تضغط لفرض واقع مغاير لما هو عليه اليوم.   


Post Author: SafirAlChamal