متريت: هل يتحول دير ماريعقوب الى قبلة انظار المؤمنين والسياح؟… فاديا دعبول

يطل دير ماريعقوب من وسط جبل شاهق، معلق بين السماء والارض، من اعالي الكورة في متريت، على حقبة تاريخية حافلة بالقداسة ومتزامنة مع حياة رهبانية انطوت صفحتها على اثار تنتظر الكشف عنها والاضاءة عليها لاهميتها الدينية والسياحية والتاريخية.

رغم قِدم عهده لا يعرف الدير الا البعض من اهالي المنطقة، وقد حاول جاهدا ابن البلدة المهندس رولون العنداري جذب الاهالي اليه، بعرض صوره، لما يستحقه من اهتمام بالغ لتجذره في التاريخ وجمالية موقعه ورمزيته الدينية. حيث يسعى العنداري مع المجلس البلدي، الذي هو عضو فيه، لاقامة مشاريع تعمل على انمائه واعادة الحياة اليه.

وما يجعل الدير غير مؤهل للسكن حاجته للترميم، ومشقة الوصول اليه، وخطورة سلوك طريقه الوعرة على الاقدام، وبعده عن المنطقة السكنية. حيث ان المؤمنين يقصدونه في عيده، ولا يعرفون الكثير عنه وفق ما اكد ابن البلدة شادي العنداري الا انه ″على اسم القديس يعقوب المقطع، وكان مقرا للنساك، وما تزال بقايا مجالس قديمة شاهدة على ذلك″.

يشير العنداري الى وجود ″جداريات بسيطة وهي كناية عن خطوط مرسومة على الجدران، ومغطاة بطبقات سوداء″. داعيا المهتمين والمسؤولين الى ترميمه على يد اختصاصيين للحفاظ عليه.

المعلومات التاريخية عن الدير وردت في كتاب ″متريت” للراحل بطرس العنداري عن″ وجود جرجس البرديوت المتريتي على قيد الحياة عام 1597 يعني ان الوجود المتريتي استمر بعد خراب متريت عام 1572 وبعد وفاة القس يونان ابن القسيس موسى المتريتي عام 1542 وربما استمر اسم متريت مع وجود رهبان ونساك ماريعقوب المقطع في وادي نهر العصفور التابع لخراج متريت.″

كما يذكر في الكتاب ان″ المؤرخين اهملوا اهمية ماريعقوب ورهبانه، ويرجح انهم هجروا تلك المنطقة باتجاه وادي قاديشا بعد اتساع هجمات المماليك.. وفي غياب مرجع يذكر تاريخ انتقال الرهبان من وادي نهر العصفور الى وادي قاديشا المرجح هو النصف الثاني من القرن السادس عشر اي بعد خراب متريت الاولى عام 1572 وسيطرة ال حمادة وحلفائهم على تلك المنطقة بدعم من المماليك وولاة طرابلس″.

هذا ويعول رئيس بلدية متريت انطوان بهيج يوسف على الدور الكبير للدير مستقبلا. اذ انه بصدد وضع مشروع للمساعدة على تحويله لمركز سياحي ديني من خلال شق طريق وجعل درج عليه، وتأمين حماية وانارة، والسعي لترميم الدير من الداخل لانه ″بدائي جدا وهو شبيه بديرمار انطونيوس قزحيا ويعود للحقبة التاريخية عينها″.

واوضح يوسف ان ″امكانات البلدية متواضعة جدا بحيث انها لم تستطع في السنوات السابقة الاهتمام به. اذ ان التركيز ينصب على دير ماريوحنا، وهو في اتجاه مقابل له، بتعبيد طريقه وتامين الانارة والمياه له والحماية والمقاعد والطاولات. وله اهمية مماثلة لدير ماريعقوب الا ان الاخير مغارة محفورة بالصخر تم تحويلها لدير اما ماريوحنا مبني بحجارة ضخمة شبيهة بقلعة بعلبك″.

وعبرت ابنة البلدة منتهى عبيد عن اهمية دير مار يعقوب الدينية. لاسيما انه من ″الاثار القديمة الطبيعية، ولا يستطيع طير ان يحط عليه، ما يجعلنا نستغرب كيف تمت عملية البناء عليه.″  متمنية تحويله الى مركز حج للمؤمنين وتنشيطه ليعود اليه النساك والرهبان. لافتة النظر انه رغم وعورة طريقه فان المؤمنين يزورونه سنويا للاحتفال بعيده في 27 تشرين الثاني.


Post Author: SafirAlChamal