زغرتا: من يحمي بساتين الزيتون من السرقة والاعتداءات؟… حسناء سعادة

ما إن رأى بستانه الخالي من حبات الزيتون، حتى كادت أزمة قلبية تقضي على ابو منصور الذي تفقد ارضه منذ إسبوع في عردات ـ قضاء زغرتا وكانت الاشجار مليئة ″خير الله″ قبل أن يتعرض للسرقة، مرددا ان تعب السنة ذهب الى جيوب ″حرامية الزيتون″ ومتسائلا أين النواطير مما يجري في المنطقة؟.

ليس بستان ابو منصور الوحيد الذي تعرض للسرقة، اذ ان عدة بساتين في المنطقة باتت بين ايدي من استباح ارض الناس وتعبهم، ما يدفع الى التساؤل عن الجهة المسؤولة عن هذه السرقة المنظمة التي طاولت البساتين وعلى ″أعين النواطير″ الذين يدفع لهم الاهالي بدل حراسة بساتينهم، فيما تستمر السرقات ومعها قطعان الماعز المستمرة بالرعي الجائر في العديد من البساتين ما يؤدي الى يباس اغصان الاشجار التي يأكل اوراقها الماعز.

يقول احد النواطير (رفض ذكر اسمه) ان الناطور لديه على الورق صلاحية واسعة بقمع المخالفات وحماية البساتين، الا انه يتعرض لمشاكل جمة على ارض الواقع منها الناتجة عن ان السرفات تكون بشكل عشوائي ومتنقلة بسرعة من بستان الى آخر حيث ما ان يصل الناطور الى ارض معينة حتى ينتقل المعتدون الى اخرى وهكذا دواليك، اما بالنسبة للرعاة فهم من الوقاحة بما فيه الكفاية لان يرعوا قطعانهم على عينك يا ناطور وان نهرهم يتعرضون له، كاشفا ان هناك محاضر عدة لدى القوى الامنية في هذا الاطار، موضحا ان بعض الشكاوى تأخذ طريقها القانونية ويتم تغريم الراعي فيما البعض الاخر يبقى في الادراج، مؤكدا انه تعرض شخصيا لعدة اعتداءات من قبل بعض المتطاولين على ارزاق الناس، معتبرا ان الامر بات معاناة سنوية، لافتا الى انه تمكن من ضبط عمليات السرقة بنسبة 70 بالمئة الا انه لا يمكن ضبطها بالكامل كون المعتدين على ارزاق الناس يعملون بشكل منظم بحيث يراقبون المداخل والمخارج من والى البساتين كما يعمدون الى سرقة الموسم وثماره لا تزال صغيرة قبل ان يقطفها المالك.

من جهته يتساءل المزارع ابو حبيب عن دور النواطير والمؤازرات الامنية لهم، مشددا على ضرورة التشدد في قمع الرعي في بساتين الزيتون ومنع سرقة المواسم لاسيما ان المزارع يدفع ومن اللحم الحي ثمن الحراثة والتقليم والاسمدة  ليجد موسمه قد طار حيث يحين موعد جني المخصول، وهذا امر لا يجوز بتاتا،  داعيا الى تفعيل دور النواطير وزيادة اعدادها واعطائها الصلاحيات الكاملة لقمع التعديات من اي نوع كانت مع معاقبة الرعيان واصحاب القطعان الذين يعتبرون كل شيء مباحا لقطعانهم بغرامات مرتفعة لردعهم عن استباحة ارزاق الناس .


Post Author: SafirAlChamal