أراد الهجرة هربا من أوضاعه المأساوية.. فاعترضه ″شبح الموت″ … روعة الرفاعي

ويلات الهجرة غير الشرعية لم تشكل حتى اليوم أي حافز لدى العائلات التي لا زالت تركب ″المخاطر″ هرباً من القهر والعذاب وانعدام سبل العيش في بلد لم يعد يوفر لأبنائه فرص العمل لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

تقول المعلومات إنه في ولاية إزمير في تركيا، تعرضت شاحنة مخصصة لنقل البضائع تقل لاجئين غير شرعيين من رجال ونساء وأطفال كانوا ينوون التوجه عبر البحر الى اليونان فأوروبا، لحادث سير مروع، وبحسب شهود عيان فان الشاحنة كانت تسير بسرعة جنونية ما أدى الى انقلابها، ما تسبب بمقتل 19 منهم على الأقل وجرح 26 آخرين، في حين فر الناجون من مكان الحادث خوفاً من الاعتقال، وقد عملت فرق الاسعاف التركية على نقل الجثث والمصابين الى المستشفيات لحين تحديد هوياتهم.

وفي السياق عينه علمت سفير الشمال أنه كان على متن الشاحنة عائلة لبنانية من منطقة القبة، حيث تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي خبراً يؤكد اصابة المواطن وليد حكيم بجروح بالغة، في حين تضاربت المعلومات حول صحة زوجته الحامل والتي قيل بداية بأنها توفيت لكن أهل وليد نفوا الخبر نفياَ قاطعاً مؤكدين أن ابنهم وعائلته المؤلفة من زوجته وطفلين ما زالوا على قيد الحياة وهم أدخلوا الى احدى المستشفيات التركية لتلقي العلاج.

الملفت أنه حتى الساعة لم تشر السلطات الرسمية للحادثة ولم تتناولها عبر الوسائل الاعلامية، مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول مصير الشعب اللبناني والذي يتخبط بالكثير من الهموم بمنأى عن اهتمام الدولة المعنية أولاً وأخيراً برعايته.

أحد جيران وليد ويدعى علاء الصياد أكد على تعرض وليد للحادثة وقال: بداية جاء الخبر بوفاة زوجته الحامل وطفليه، لكن سرعان ما تواصل الأهل مع السلطات التركية وتأكدوا من سلامة صحة ولدهم وعائلته، وبالطبع الخبر أرخى بثقله على العائلة التي لن تهدأ قبل عودة ابنها وعائلته بسلامة الى أرض الوطن.

ورداً على سؤال قال: جميعنا يعيش ضائقة اقتصادية رهيبة، وما حصل مع وليد اليوم قد يكون مصير الكثير من العائلات مماثلاً فيما لو استمرت الأوضاع الاقتصادية في تراجعها المستمر، وفي الوقت الذي يسعى فبه الشباب الى ايجاد فرص العمل نجد أن هناك الكثير من المؤسسات التي تقفل أبوابها وتصرف عمالها، فالى متى يمكننا الاستمرار؟، أعتقد أننا نعاني لوحدنا في هذا البلد الذي يعيش شعبه في وادٍ وقياداته ومسؤوليه في وادٍ آخر، همنا تأمين لقمة العيش، وهمهم تأمين مصالحهم الشخصية وزيادة نسبة ثرواتهم، ومتى سيكون الانفجار الكبير لا نعرف؟.

حقيقة مؤلمة يتعرض لها المواطن اللبناني عامة والطرابلسي بشكل خاص، حينما يأخذ القرار بركوب البحر وتحمل المخاطر بحثاً عن لقمة العيش، وان كانت الهجرة غير الشرعية مرفوضة الا انها باتت الحل الأوحد للتخلص من أعباء لم يعد بامكان المواطن تحملها، وهكذا تبقى لحظات الانتظار أبلغ من أي كلام لدى الأهالي الذين يستنكرون هذا النوع من الحوادث، ويعزون أسباب الهجرة غير الشرعية لأوضاع البلاد المأساوية، فهل عين المسؤول ترى أم هل لديه آذان تصغي؟!.

imagrate2


Post Author: SafirAlChamal