دور المثقف في بناء المجتمع في الرابطة الثقافية

عقدت ندوة بعنوان: ″دور المثقف في بناء المجنمع″ بدعوة من منتدى الحوار الوطني الديمقراطي والرابطة الثقافية بطرابلس وملتقى الشباب الجامعي، في حرم الرابطة، بحضور شخصيات سياسية وإجتماعية وحشد من المهتمين.

النشيد الوطني اللبناني بداية، وكلمة تقديم من غزل خالد قالت فيها: الثقافة إبداع والمثقف هو أداتها، والمأساة الحقيقية تكمن في إنحراف المثقف عن القيام بدوره وغرقه في ذاتية قاتلة جعلته يبتعد أحيانا عن قيم الحق والخير والعدل وينسى دوره المركزي بالإرتباط بالناس.

ثم تحدث المحامي الدكتور محمد نديم الجسر فعرّف بالمثقف وما يجب أن تتوفر لديه من شرائط منها إنحيازه إلى الواجب في مداه الأوسع فيتغلب على أنانيته وفرديته، وأن يكون حرا ولا ينحدر إلى مستوى الإسفاف، وتساءل هل نحن في أزمة ثقافية؟، فقال: نحن في أزمة لأننا لم نعرف كيف نوظف طاقاتنا في عمل مشترك فتتضافر العقول والضمائر كما تتلاقى الايدي والخناصر.

وأشار إلى أن النخب الثقافية تخلت عن رسالتها في منحيين أساسيين أولهما هو إهدار العنصر الاساسي في فعالية دورها وهو القدوة، أما الثاني فهو تنكبها عن مهمتها الرقابية إما خوفا وإما طمعا، ورأى أن المقصود بالرقابة هو الإلتزام برفع الصوت والتصدي بالقول والفعل لكل الأخطاء والإرتكابات وفضح السياسات المبنية على المصالح الشخصية والتنبه الدائم إلى الإنحرافات من الحكام أو الجماعات أو من الأفراد.

وألقى رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد مداخلة قال فيها: كثيرا ما بتنا نسمع ونقرأ عن المثقفين والثقافة حتى يخال من ترداد هذه الكلمات واللفظات أو التسميات ان المجتمع بل البلد بألف خير، وأن الثقافة هي من جهة نتاج وتفعيل، وأن المثقف من جهة ثانية هو قيمة واقعية متفاعلة على صعيد الدور والمطلوب في آن.

وتساءل: هل حقا في لبنان إن لم نقل في دنيا العرب، بإستثناء واحات صغيرة، مثقفون على مستوى التحديات القائمة التي يواجهها الإنسان العربي كيانا ومصيرا وحاضرا ومستقبلا؟. والإجابة ما تزال دون ملامسة حقيقة الأزمة التي يعيشها المثقف العربي في حال وجوده أصلا، والتي يحياها المثقف اللبناني بخاصة في ظل الأوضاع القائمة والتطورات المتعاقبة التي تعصف بكيان هذا الوطن ومصيره .

وقال: أمام كل ذلك نرى ونلمس هذه اللامبالاة من قبل مثقفينا، وهذه اللامسؤولية ، وهذا الإغتراب المريع والمميت عن مشاكل إنساننا اللبناني والعربي. ورب قائل أن المسائل السياسية بل الممارسات هي المسؤولة عن هذا الضياع وهذا الإغتراب في أوساط المثقفين، ولكن ببساطة نسأل أليس غياب المثقف الفعلي والجاد والمسؤول هو وراء إخلاء الساحة لهذه الممارسات؟ .

بكور

وتحدثت الجامعية إنعام بكور فقالت: لقد إرتبط مفهوم الثقافة إرتباطا حميما بالقراءة والإطلاع ولا شك ان لهذا الإرتباط اهمية عظيمة واكيدة لا يختلف عليها عاقلان، لكن وجوه الخلاف إنما وقعت عند تحول القراءة إلى أدوات زينة وتجميل. وقالت: ليس المثقف ملاكا يطارد ذنوب هذا العالم ومكوناته دون ان يحاول تمهيد الطريق إلى الديمقراطية والحرية، فالإنسان يسعى بالقوانين والأخلاق والفلسفات والفنون إلى خلق بيآت علمية وأدبية وحضارية .

Post Author: SafirAlChamal