الحكومة خلال أسبوع.. إلا إذا… غسان ريفي

كل اللبنانيين ينتظرون ولادة الحكومة العتيدة للخروج من النفق المظلم، وذلك إنطلاقا من أجواء التفاؤل التي أشيعت في البلد بأنها ستبصر النور قبل نهاية الشهر الجاري، وقد جاء الحراك المكثف للرئيس المكلف سعد الحريري في ″بيت الوسط″ يوم أمس لحلحلة العقد، ليعطي إشارة إيجابية حول إمكانية الوصول الى صيغة ترضي جميع الأطراف.  

تشير المعطيات الى أن رفع السقف السياسي من قبل بعض الأطراف، يدخل في إطار المحاولات الأخيرة لتحسين الشروط أو لضمان التمثيل، بما يسمى ″آلام المخاض″ تمهيدا للولادة، لكن ذلك لا يمنع أن بعض العقد بدأت تسلك طريقها الى الحل، وخصوصا العقدة المسيحية، حيث للمرة الأولى منذ تكليف الحريري تعلن القوات اللبنانية صراحة عبر الوزير ملحم رياشي الذي إلتقى الحريري أمس، بأن ″تشكيل الحكومة بات مسألة أيام أو أكثر″، ما أعطى إنطباعا بأن الرئيس الحريري قد يكون قدم عرضا رسميا للقوات حول حصتها في الحكومة، وهي تتجه لدراستها وإتخاذ القرار بشأنها، وذلك بعد الايجابية التي أظهرها الوزير جبران باسيل ومساهمته بتبريد الشارع المسيحي من خلال مطالبته أنصار التيار الوطني الحر ومؤيديه وقف الحملات الإعلامية ضد القوات، كما تقول معلومات أن باسيل إلتقى الرئيس الحريري أمس بعيدا عن الاعلام.

وتضيف هذه المعلومات: إن العرض الذي جرى تقديمه للقوات يتضمن منصب نائب رئيس الحكومة من دون حقيبة إضافة الى وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والثقافة، مقابل عشرة وزراء لرئيس الجمهورية وللتيار الوطني الحر، وحقيبة لتيار المردة من المفترض أن تكون الأشغال العامة والنقل، حيث بوشرت المساعي الجدية من بعض الحلفاء لاقناع باسيل بالتخلي عنها.

أما في ما يتعلق بالعقدة الدرزية فقد رفع النائب طلال أرسلان من سقف موقفه بعد لقائه الحريري شكلا، لكن في المضمون أبدى إستعداده للقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ″شرط أن لا يقوم أحد بالغائنا″، ما يؤكد الاتجاه الجدي لحل هذه العقدة في ظل مرونة جنبلاطية واضحة، لتبقى العقدة السنية في يد الرئيس الحريري في ظل تصعيد من قبل تجمع النواب السنة الذين يحمّلون مسؤولية عدم تمثيلهم في الحكومة الى الحريري والى حلفائهم في 8 آذار على حد سواء، وفي ظل إستمرار الإيجابية من ″كتلة الوسط المستقل″ الداعمة لمهمة الحريري إنطلاقا من الحفاظ على موقع رئاسة الحكومة، وقد تُرجم ذلك أمس بمشاركة الرئيس نجيب ميقاتي في إجتماع رؤساء الحكومات الذي عقد في بيت الوسط ونقلت عنه أجواء إيجابية.

لا شك في أن الرئيس الحريري حاول أمس التحصّن برؤساء الحكومات السابقين، من خلال الاجتماع الذي عقده معهم قبل إقدامه على أي خطوة، خصوصا أن معلومات تقول أنه قد يزور الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا اليوم الثلاثاء أو غدا الأربعاء ويقدم له تشكيلة حكومية نهائية من دون أسماء، وهو بذلك يكون قد إلتزم بالمهلة التي حددها لنفسه بتقديم تشكيلته الحكومية في غضون عشرة أيام الى إسبوعين، راميا الكرة في ملعب الرئيس عون.

وتشير هذه المعلومات الى أنه في حال حظيت تشكيلة الحريري بموافقة رئيس الجمهورية، فإن الحريري سيسارع خلال أيام قليلة الى إسقاط الأسماء عليها، تمهيدا لاصدار المراسيم وإعلانها خلال الاسبوع المقبل.

يقول مطلعون: كل المعطيات تشير الى أن تشكيل الحكومة من المفترض أن يكون قريبا، إلا إذا رفض رئيس الجمهورية شخصيا أو كرمى لعيون التيار الوطني الحر مجددا التشكيلة التي سيقدمها الحريري له، عندها سنعود الى نقطة الصفر ويزداد النفق ظلاما، وسننتظر طويلا ولادة الحكومة وربما الى ما بعد حلول العام الجديد، خصوصا أن التطورات الاقليمية والدولية تتجه نحو مزيد من التأزيم والتصعيد، في ظل العقوبات المقبلة على حزب الله، وما تواجهه السعودية من تهديدات في قضية الصحافي جمال الخاشقجي.


Post Author: SafirAlChamal