رفض التمديد للشعار يتفاعل.. والمعترضون يمهلون الحريري… غسان ريفي

ينتظر أعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى المعترضين على التمديد لمفتي طرابلس المنتهية ولايته الشيخ مالك الشعار، إستكمال جولاتهم على رؤساء الحكومات بلقاء يجمعهم مع الرئيس سعد الحريري الذي يبدو حتى الآن، أنه يماطل في إستقبالهم لعلمه المسبق باعتراضهم على قرار التمديد، ولقناعته بأن مطلبهم حق، وأن القانون في صفهم.

يدرك الأعضاء المعترضون أن الوقت ليس مفتوحا أمامهم، وأن تقديم الطعن الذي بات جاهزا بقرار التمديد للشعار الى المجلس الدستوري محكوم بشهرين فقط، أي أن لديهم أقل من شهر لتقديم الطعن، لذلك لا يخفي الأعضاء المعترضون مخاوفهم من إمكانية مماطلة الرئيس الحريري بتحديد موعد لهم بحجة إنشغاله بتشكيل الحكومة.

أمام هذا الواقع، عقد الأعضاء المعترضون إجتماعا، ناقشوا فيه الخطوات المقبلة التي يمكن أن تتخذ في ضوء عدم تحديد الرئيس الحريري موعدا للقائهم، وعلمت ″سفير الشمال″ أن الجميع أكدوا أنهم لن يساوموا أو يتهاونوا في تطبيق القانون، وأن هذا الأمر بالنسبة لهم ليس له أية ابعاد سياسية أو شخصية أو مصلحية، وإنما يهدف الى إحقاق الحق وحفظ هيبة دار الفتوى وهيبة المفتين، خصوصا أن البوادر التي بدأت تظهر في طرابلس لجهة التعاطي مع الشعار لا تبشر بالخير ما يتطلب وضع حد لانهاء هذا الوضع الذي أوجده قرار التمديد.

وأشارت المعلومات الى أن الأعضاء توافقوا فيما بينهم على إعطاء مهلة أسبوع للرئيس الحريري لتحديد موعد للقائهم، وعلى إعطاء مهلة تمتد الى ما قبل إنتهاء مهلة تقديم الطعن، للمفتي عبداللطيف دريان لاتخاذ المبادرة بايجاد حل مناسب لهذه الأزمة، وإلا بعد ذلك يكون الأعضاء قد إستنفدوا كل الجهود التي بذلوها، ويكونوا قد قاموا بواجباتهم في مراعاة مفتي الجمهورية والسير بحسب خارطة الطريق التي رسمها، وبالتالي لا يعود أمامهم سوى تقديم الطعن الى مجلس شورى الدولة الذي سيكون له الكلمة الفصل في هذه القضية.

وبعكس ما كان يظن طباخو ومؤيدو التمديد للشعار، بأن الاعتراض سيكون مجرد زوبعة في فنجان ثم تنتهي، فإن الوقائع لا تبشر بالخير خصوصا مع تمدد حالة الرفض للتمديد، والتي بدأت تظهر مع بعض الزيارات التي يقوم بها الشعار أو المناسبات التي يشارك فيها، وكان إحتفال تكريم الحجاج مؤخرا باكورة هذا الاعتراض العلني، بانسحاب مجموعة من المشاركين من مسرح روضة الفيحاء لدى إلقاء الشعار كلمته.

أما بالنسبة للاعتراض السياسي فهو ما يزال قائما، حيث لم يمر وقت طويل على أعنف هجوم شنه النائب فيصل كرامي على المفتي الشعار الذي إضطر للتراجع عن تصريحاته التي تحدث فيها عن علاقته بالرئيس الراحل عمر كرامي، وليس النائب جهاد الصمد ببعيد عن موقف حليفه كرامي، وكذلك اللواء أشرف ريفي، وأيضا بعض نواب المدينة الذين آثروا الصمت ليس كعلامة رضى بل تعبيرا عن غضب على هذا التمديد غير المبرر، طالما أن هناك قدرة على إجراء الانتخابات التي من شأنها أن تعيد تفعيل دار الفتوى، وتعيد الحرارة الى العلاقة بين كثير من المشايخ وبين المفتي الجديد، وهي تشهد حاليا توترا مع المفتي الشعار بعد محاولته التعاطي بكيدية مع الرافضين لتمديد ولايته.

في غضون ذلك، حصل ما كان حذر منه الرئيس نجيب ميقاتي في المقاربة التي قدمها بهذا الخصوص، لجهة أن عدم إحترام المهل والتهاون في تطبيق القانون، من شأنه أن يسيء الى الموقع والى خادم هذا الموقع، وهو ما بدأت طرابلس تشهده وتلمسه، وهو أيضا ما يتمسك به ميقاتي ويصرّ عليه، بغض النظر عن السياسة أو عن العلاقات الشخصية.


Post Author: SafirAlChamal