هل سينتقل باسيل وتياره فعلاً الى المعارضة؟… مرسال الترس

بات جميع اللبنانيين على اقتناع ان معظم الساسة في لبنان يبيعونهم الكلام بـ″القناطير″ ولا ينفذون الافعال الا بـ″الدراهم والملاليم″. فمنذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة قبل أربعة أشهر وبورصة التفاؤل ترتفع ثم تنخفض وتعود لتتلاشى. ويغيب الرؤساء المعنيون في هذه الرحلة أو تلك خارج البلاد أو داخلها، فيأخذ المواطنون نفساً ويعدّون الايام ليعود الرئيس الحريري الى الشاشة من خلال إطلالة من قصر بعبدا أو من مكان آخر ليطلق موعداً جديداً يدخل معه اللبنانيون في مرحلة تبريد أعصاب عساها تنفرج الأمور وتخفف عنهم الاعباء المعيشية والحياتية عبر كوة ما.

واللافت جداً ضمن هذه المعمعة أن بعض السياسيين في لبنان يلعبون احياناً لعبة شد الانتباه لتبقى الاضواء مسلطة عليهم أطول فترة ممكنة، ومن هؤلاء رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال النائب جبران باسيل الذي بات يتقن اللعبة الاعلامية، حيث عمد منذ فترة الى تسريب مواقف عن نية تياره التوجه نحو المعارضة إذا لم يتم العمل بالطروحات التي ينادي بها، وقد جاء على لسان مسؤولين كبار في تياره مواقف تتضمن الآتي: … هذا ما يريده التيار من الحكومة الجديدة، وإذا لم تتوفر النية في تلبية مطالبنا فنحن على استعداد لأن نكون في المعارضة، وليتحمل من يؤلفون الحكومة التداعيات! الى أن خرج هذا المضمون من بين شفتي باسيل في آخر إطلالة تلفزيونية له.

فهل يتحمل الصهر المدلل للعهد أن يكون في معارضة الحكومة التي وصفها سيد العهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بلسانه أنها ستكون الحكومة الأولى لعهده لأنها تأتي بعد انتخابات نيابية على قانون نسبي لم يعهده لبنان من قبل، وبالتالي أسقط أبوته عن الحكومة الأولى التي تشكلت بعد وصوله الى قصر بعبدا؟.

وهل يتحمل الصهر الذي لا يُرد له طلب، أن يكون بعيداً عن أجواء جلسات مجلس الوزراء الذي يرسم سياسات البلاد، وهو (اي باسيل) الذي دأب على تأخير تشكيل معظم الحكومات منذ اكثر من عقد من الزمن من أجل أن يكون وزيراً فاعلاً فيها، وممثلاً لاحد أكبر التيارات السياسية في الطائفة المارونية؟.

وهل يجوز للصهر الذي لا يُسمح لاحد بأن يكسره، أن يصبح معارضاً لعهد وهو (أي باسيل) سهر الليالي وأمضى الساعات الطوال في هذه العاصمة الاوروبية أو تلك من أجل تدبيج اتفاق مع أقوى فريق في الطائفة السنية لازالة العراقيل من أمام وصول والد زوجته الى سدة الرئاسة؟.

إزاء كل ما تقدم وسواه، يرى المتابعون أن كل ما تردد عن نية التيار البرتقالي بالانتقال من الموالاة الخالصة الى المعارضة باي شكل من الاشكال، ليس الا فقاقيع من المواقف لن يبقى لها أثر في الحياة السياسية اللبنانية الا اذا تم تدوينها في سجل الوقائع فعلاً، وعندها قد تُدرج أيضاً في خانة الاحداث الغريبة!..


Post Author: SafirAlChamal