باسيل برأي ″المستقبل″: كأنه يُطلق رصاصة الرحمة على العهد… غسان ريفي

تلتزم قيادات في ″تيار المستقبل″ بالتهدئة الاعلامية حيال ما يعتبرونه تجاوزات غير مقبولة من وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، نزولا عند رغبة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يحرص على عدم فتح أية جبهات سياسية خلال سعيه لتشكيل الحكومة التي ينتظر اللبنانيون ولادتها بفارغ صبر.

هذه التهدئة الاعلامية تنفجر إنتقادات لاذعة بحق باسيل في أروقة ″التيار الأزرق″، وضمن الجلسات الداخلية المغلقة، حيث يعتبر كثيرون من قيادات التيار أن ″باسيل يتعاطى بخفة هي أقرب الى ″الولدنة″ مع قضايا البلد، ما يوحي بأن رئيس أكبر تكتل نيابي يلهو ويتسلى بينما لبنان وإقتصاده ونقده وأمنه الاجتماعي على كف عفريت″.

لا يختلف إثنان في تيار المستقبل على أن إنجاح عهد الرئيس ميشال عون، هو أكثر من واجب لأن ذلك يعني نجاح الرئيس سعد الحريري في الحكومة”، لكن ما لا يفهمه هؤلاء هو أن يأتي التعطيل من الذين يعتبرون أنفسهم تيار العهد وتحديدا من رئيسه جبران باسيل الذي يبدو من خلال سلوكه غير المبرر وكأنه يطلق رصاصة الرحمة على العهد الذي قد يساعده على تحقيق طموحاته بالوصول الى رئاسة الجمهورية في حال كان عهدا ناجحا من خلال الانجازات والاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد.

كثيرون من قيادات تيار المستقبل عضّوا على أصابعهم غضبا من إطلالة جبران باسيل التلفزيونية، معتبرين أن الخفة التي يتعامل بها غير مقبولة، ولم يعد من الممكن السكوت عنها.

ويرى هؤلاء أن باسيل بدا مرعوبا من تقدم القوات اللبنانية في الشارع المسيحي، ومن الانتصارات التي تحققها في إنتخابات مجالس طلاب الجامعات، حيث أن هؤلاء الطلاب بعد أربع سنوات سيشاركون في الانتخابات النيابية لمصلحة القوات، ما يعني إنتهاء أسطورة أكبر تكتل نيابي في لبنان، الامر الذي سيضعف حظوظ باسيل في الوصول الى قصر بعبدا، وهذا ما يجعله في حالة هيجان ضد القوات، ومصرا في الوقت نفسه على نسف بند تفاهم معراب الذي يتحدث عن المناصفة في عدد ونوعية الحقائب الوزارية بين الفريقين المسيحيين، وعلى إعطائها حصة أقل من حصتها في حكومة تصريف الأعمال الحالية.

يرى أحد القياديين في المستقبل أن باسيل يستخدم السلبية والتعطيل لمنع الآخرين من الانجاز وخصوصا القوات التي تجمع الأطراف السياسية على أن آداء وزرائها كان جيدا، بينما لم يوفر أي من هذه التيارات وزارة الطاقة التي لا توجد سلبية إلا وتلصق بوزيرها، مؤكدا أن هذا السلوك “شيطاني” ومن شأنه أن يؤدي بالبلد ككل الى الهاوية.

ويقول القيادي المستقبلي: إن باسيل يحاول إحراج الرئيس الحريري، مستفيدا من قراره بعدم الدخول في سجال معه أو مع رئيس الجمهورية، لذلك هو يزايد عليه في محاولة منه لاظهاره بأنه ضعيف وغير قادر على تشكيل الحكومة، والايحاء بأنه يريد مساعدته والوقوف الى جانبه، وإذا كان حقا يريد ذلك، فليتخلى عن وزير واحد من حصة تياره، وعندها يساعده حقا وتتشكل الحكومة بشكل تلقائي، لكن ما يقوم به باسيل هو لعبة مكشوفة تهدف الى تقليص صلاحيات رئيس الحكومة لمصلحة أعراف جديدة تتناقض مع إتفاق الطائف.

ويرى قيادي مستقبلي آخر، أن باسيل يبدو أنه معجب بالخطة التي إعتمدت خلال الفراغ الرئاسي من خلال العناد والتعطيل وصولا الى إجبار التيارات السياسية على خيارات محددة كانت في إنتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ويبدو اليوم أنه يتمسك أكثر فأكثر بالعناد والتعطيل على الرغم من رغبة حزب الله بتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، في محاولة منه لاستدراج التيارات السياسية التي ترغب بانقاذ البلد الى القبول بالصيغة الحكومية التي يريدها، لكن على باسيل أن يدرك بأنه ليس “في كل مرة تسلم الجرة...


Post Author: SafirAlChamal