بلديات عكار تحاصر الشاحنات.. وتمنع عبورها… نجلة حمود

كرت سبّحة البلديات المعترضة في محافظة عكار على عبور الشاحنات على الطرقات العامة من دون أية رقابة، مع ما تلحقه من أضرار جسيمة بالطرق، فضلا عن عرقلة حركة السير، حيث تعج طرق عكار وأتوستراداتها العامة بالناقلات المحملة بالرمول والأتربة، وتحديدا في أوقات الذروة، ما يؤدي الى عرقلة حركة العبور والتسبب بزحمة سير خانقة عدا عن حوادث الصدم، والحوادث المميتة التي تسجل أعلى نسبة لها في محافظة عكار.

″الظاهرة الهمجية″ كما وصفها رئيس بلدية مشمش محمد بركات، الذي أعلن في بيان له عن قرار بمنع عبور الشاحنات في البلدة بسبب الخطر الذي تشكله على المواطنين وعلى الطرق. كما وجه نداء للناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي للوقوف بوجه ناقلات الرمل والمساهمة في نقل الصورة السلبية لهذه الشاحنات، مؤكدا أن الوضع لم يعد يحتمل.

وكان رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر قد اتخذ قرارا بمنع عبورالشاحنات على طريق عام بينو ـ دير جنين لكون الطريق غير مجهز لتحمل ثقل الشاحنات. موضحا أن شكاوى عديدة  وردت الى اتحاد بلديات الجومة عن وضعية طريق بينو ـ ديرجنين لجهة الحفر والأضرار الكبيرة المتجددة على الطريق نتيجة عبور الشاحنات الكبيرة عليها، لذلك قرر اتحاد بلديات الجومة إثر أعمال الصيانة والتزفيت التي قام بها مؤخرا منع مرور الشاحنات على الطريق المذكور، وكلف شرطة الاتحاد تثبيت بلوكات من الباطون الجاهز  لمنع مرور الشاحنات ووضع لافتات بعملية المنع المذكورة، علما أن الاتحاد قام بتأهيل وتعبيد الطريق مرتين في أقل من عام.

وفي خطوة مماثلة عمدت بلدية تلعباس الغربي الى اتخاذ قرار يقضي بمنع الشاحنات من العبور على طريق عام البلدة  والتي تحولت الى هدف لسائقي الشاحنات عقب تأهيلها وتعبيدها من قبل الهيئة العليا للاغاثة.

وأعادت هذه الاجراءات تسليط الضوء على المرامل والكسارات العملاقة التي تنهش في جبال عكار وأحراجها وتحديدا تلك الواقعة على الحدود بين عكار والهرمل وبين عكار والضنية، حيث قضت المقالع والكسارات على غابات نادرة، وتحديداً في منطقة كرم شباط، وفي وادي جهنم وبلدة القمامين في الضنية لجهة بلدة قبعيت في عكار.

تعمل هذه الكسارات على الحدود مع الهرمل من دون أي ترخيص، وقد أطاحت مع الوقت غابة أرز السويسة وغابة وادي الفارغ والحريق، والعريشة المعروفة بأشجار اللزاب النادرة.

الواقع نفسه في منطقة وادي جهنم، التي شهدت مؤخرا سلسلة تعديات أدت الى تغيير معالم الوادي وإستباحة آلاف الأشجار المعمرة.

مئات الشاحنات تعبر يوميا طرق عكار غالبيتها لا يملك أوراقا رسمية وهي غير مسجلة، فضلا عن الشاحنات التي تدخل يوميا من سوريا والتي تحمل مواد البناء والأتربة من سوريا وبكميات هائلة فتعبر يوميا الطريق الساحلية من معبري العبودية والعريضة أي ما يقارب الـ 50 شاحنة ثقيلة من دون اي رقابة تذكر.

البلديات تعبر عن رفضها للواقع القائم، وتؤكد باستمرار على إستياء المواطنين مما يجري، ويساندها ناشطو مواقع التواصل الاجتاعي، في دعوة محافظ عكار عماد لبكي الى التكاتف مع البلديات وإيجاد حلول من شأنها المساهمة في حل أزمة السير المتفاقمة في المحافظة والتي باتت تخنق المواطنين وتحبسهم لساعات داخل سياراتهم، والأهم من كل ذلك تحديد وقت وطرق لعبور الشاحنات أسوة بباقي المناطق اللبنانية.


Post Author: SafirAlChamal