هل بدأ المفتي الشعار يدفع ثمن تمديد ولايته؟… غسان ريفي

حصل ما كان في الحسبان.. وما حذرت منه قيادات سياسية ودينية ومدنية حول التمديد لمفتي طرابلس المنتهية ولايته الشيخ مالك الشعار، بدأ يترجم على أرض الواقع لجهة ضرب هيبة الموقع والمفتي الذي يشغل هذا الموقع، حيث جاء الاحتفال الذي دعا إليه ″تيار المستقبل″ تكريما لحجاج بيت الله الحرام على مسرح ثانوية روضة الفيحاء ليؤكد أن الأمور تتجه الى مزيد من التأزم، وأن سنة التمديد للمفتي الشعار لن تكون مفروشة بالورود بل ستشهد إعتراضات وإحتجاجات ربما لن يستطيع المفتي الشعار تحملها، ولا صاحب قرار التمديد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان.

فقد نقل مشاركون في الإحتفال الذي أقيم في روضة الفيحاء، أن عددا كبيرا من الحاضرين غادروا قاعة المسرح لدى إعتلاء المفتي مالك الشعار المنبر لالقاء كلمته وذلك في خطوة إحتجاجية على التمديد له، ومن ثم عادوا إليها بعد إنتهائه ليسمعوا كلمة النائب سمير الجسر، في حين آثر آخرون البقاء في القاعة والاعتراض بصوت مرتفع على قرار التمديد خلال إلقاء الشعار كلمته، ما دفع ببعض الحاضرين الى الرد عليهم في محاولة لاسكاتهم، فحصل تلاسن كاد أن يؤدي الى فتنة.

مصادر طرابلسية أشارت الى أن ما حصل في إحتفال تكريم الحجاج كان متوقعا نظرا لحجم الاعتراضات على قرار التمديد والتي بدأت تكبر ككرة الثلج، لتهدد هيبة دار الافتاء، وتنال من حضور المفتي الذي تعرض لاحراج كبير كان بغنى عنه.

وتتخوف هذه المصادر من إستمرار هذا السلوك في كل المناسبات التي يمكن أن يحضرها الشعار أو يلقي فيها كلمات، الأمر الذي سيجعل مقام الافتاء عرضة للاستهداف، ما يستدعي تدخل المعنيين بشكل مباشر وسريع لوضع حد لما يحصل قبل أن تستفحل هذه الاعتراضات وتصل الى ما لا يحمد عقباه.

كما أبدت هذه المصادر إستغرابها من خطوة إدارة ثانوية روضة الفيحاء بفتح مسرحها للنشاطات السياسية وتحويله منبرا لهذا التيار السياسي أو ذاك، ما يناقض توجهاتها التربوية، خصوصا أن روضة الفيحاء تعتبر صرحا عريقا تعتز وتفخر به طرابلس، وهو لطالما كان لكل أبناء المدينة على إختلاف إنتماءاتهم وتوجهاتهم، وبعيدا كل البعد عن السياسة.

من جهة ثانية يستمر حراك أعضاء المجلس الشرعي الأعلى المعترضين على قرار التمديد للشعار، والذين يتريثون حتى الآن في تقديم الطعن الى مجلس شورى الدولة إحتراما لتمنيات مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي أبلغهم أنه يلتزم بما يتوافق عليه رؤساء الحكومات.

موقف المفتي دريان دفع الأعضاء المعترضين الى القيام بجولة على رؤساء الحكومات لشرح التداعيات الكارثية لقرار التمديد، وإعلان إصرارهم على رفض السير به ومواجهته بشتى الوسائل القانونية، حيث زاروا لهذه الغاية على التوالي الرؤساء تمام سلام، نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة الذي عبر أمامهم (بحسب المعلومات) عن دهشته من حجم الاعتراضات الطرابلسية على قرار التمديد للشعار، مؤكدا لهم أنه لم يكن يتوقع أن الأمور ستصل الى هذا الحد، كما سيلتقي الأعضاء المعترضون الرئيس المكلف سعد الحريري للغاية نفسها.

يشير مطلعون الى أن إستمرار الاحتجاجات على قرار التمديد في صفوف السياسيين والمشايخ والمجتمع المدني والأهلي، وإصرار الأعضاء الشماليين في المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى على الذهاب بعيدا في الاعتراض وفي السعي الى تطبيق القانون، وما يواجهه المفتي الشعار من إنتقادات وصولا الى الاحراج (إحتفال تكريم الحجاج نموذجا) دفعت المعنيين من مفتي الجمهورية الى رؤساء الحكومات إضافة الى أعضاء المجلس الشرعي المساندين لزملائهم الشماليين الى البحث عن مخارج سريعة لثني الأعضاء المعترضين عن تقديم الطعن الذي بات جاهزا وموقعا من قبلهم الى مجلس شورى الدولة.

ويقول المطلعون: إن من بين هذه المخارج إقتراح تقصير ولاية المفتي الشعار، وتحديد موعد للانتخابات يكون متزامنا مع إنتخابات مجلس الأوقاف في طرابلس والتي من المفترض أن تجري في الشهر الأخير من العام الحالي، وإلا فإن مجلس شورى الدولة سيكون هو الحكم في هذه القضية.  


Post Author: SafirAlChamal