عكار: الأنهر بؤرة تلوث.. والأهالي يناشدون وزارة الطاقة رفع الضرر…نجلة حمود

لم يعد الحديث عن التلوث والفوضى العارمة التي تجتاح محافظة عكار سرا، ولم تعد نسب الاصابة بالأمراض السرطانية جراء تلوث المياه والتربة والمزروعات خافيا على أحد..

المشهد في مختلف أرجاء المحافظة واضح للعيان أقنية الصرف الصحي والمياه المبتذلة مكشوفة، الأنهر تحولت الى بؤر للتلوث ونقل الأمراض، والى آفة على المواطنين القاطنين في البلدات التي تخترقها.

نهر الأسطوان، النهر الكبير الجنوبي، نهر العويك، وغيرها من الأنهر التي تخترق عكار، تفيض سنويا وتغرق البلدات الساحلية، فتحدث أضرارا فادحة في المزروعات والأراضي والمنازل.

ترتفع صرخة المواطنين لمطالبة الوزارات المعنية وفي مقدمتها وزارة الطاقة والمياه، لتعزيل وتنظيف الأنهر قبل موسم الأمطار والفيضانات لمنع تجرع المواطنين من الكأس نفسه في كل عام ومع كل شتوة.

يخترق نهر العويك عددا من البلدات وأهمها حلبا مركز المحافظة التي يخترقها بمسافة 7 كلم وصولا الى بلدة عرقا ـ  السمونية ويفيض على المنازل المحيطة ملحقا الأضرار بالمنازل المحيطة والأراضي الزراعية .

واقع الحاج أبو خالد الأكثر تعبيرا عن الوضع المؤلم الذي يعيشه أهالي حلبا، هو حالة من حالات عدة، لم يشفع مرضه وعجزه عن الحركة في حث المسؤولين على القيام بواجباتهم. البلدية غائبة، المحافظ غير متعاون، والوزارات المعنية لا تكترث لواقع محافظة عكار.

يناشد الحاج أبو خالد الذي يعيش على الأوكسجين، وزارة الطاقة والمياه التدخل لرفع الضرر عن الأحياء السكنية والقيام بتعزيل وتنظيف مجرى النهر قبل فصل الشتاء، مؤكدا أن الحال القائم سيتسبب بكارثة فعلية جراء النفايات والقوارض وتسكير مجرى النهر بالقصب والأتربة.

ويشدد المواطنون في سهل حلبا على ″أن نهر العويك لم يتم تنظيفه منذ ما يقارب الـ15 عاما، ومع كل شتوة يفيض ويلفظ كل ما بداخله من نفايات وحيوانات نافقة، فيعاني الأهالي لأشهر بسبب الروائح والنفايات التي تستقر عند مداخل المنازل وفي الأراضي الزراعية″.

الواقع نفسه ينسحب على النهر الكبير الفاصل بين لبنان وسوريا، والذي ارتبط اسمه بالحرب السورية، وبالرغم من جمال النهر الطبيعي، لم يشهد أي أعمال تأهيل أو اهتمام من جانب الجهات المعنية، بما يؤهله لاستقطاب المستثمرين وأصحاب المشاريع السياحية، وتحديدا لجهة إقامة سدود على مجراه الذي يبلغ 56 كيلومترا، وبعمق يصل إلى عشرة أمتار عند نهايته، إلا أن النهر بقي يتيما من دون أي مشروع يذكر حتى لجهة إقامة ساتر ترابي يحمي الأهالي من فيضانه خلال فصل الشتاء.

وشكل النهر، وعلى مدار سنوات طويلة، نقمة بالنسبة إلى أهالي القرى الحدودية، فالجميع في سهل عكار يذكر نكبة العام 1992 عندما فاض النهر الكبير وغمر بلدات حكر الضاهري، السماقية، الكنيسة، تل بيبي، تلحميرة، العريضة، وأحدث أضرارا بالغة في المنازل والممتلكات والمزروعات، ما دفع وزير الطاقة والمياه آنذاك غازي العريضي الى إعلان منطقة سهل عكار منطقة منكوبة، وقد تكررت المأساة نفسها في العام 2003، والأعوام اللاحقة وان بنسب أخف.

الصرخة ترتفع مع بداية كل فصل شتاء للمطالبة بتعزيل مجرى النهر ورفع الضرر عن الصيادين الذين يعجزون ادخال مراكبهم الى البحر بسبب ارتفاع الرمول عند مجرى النهر.

ويتحدث أهالي سهل عكار عن طلبات كثيرة رفعوها للوزارات المعنية بهدف إنشاء ساتر ترابي على النهر في بلدة حكر الضاهري، لحماية الأهالي من فيضان مياهه خلال فصل الشتاء، وقد ″تلقينا الكثير من الوعود من جانب المسؤولين والنواب بالعمل على معالجة المشاكل التي يعانيها المقيمون بجوار النهر، ولكن لم يتم تنفيذ أي من الوعود″.

a7c3c78a-abea-474d-990c-7e4c8af929b1


Post Author: SafirAlChamal