ترامب متهم بالاحتيال.. ماذا عن المفسدين في لبنان؟… مرسال الترس

الرئيس الاميركي دونالد ترامب متهم بالاحتيال وفق ما جاء في تقرير نشرته صحيفة ″نيويورك تايمز″ منذ ايام، على خلفية تهرب ضريبي قدّرته الصحيفة بنحو خمسمئة مليون دولار نتيجة التلاعب بقيمة العقارات والثروة التي ورثها عن والده والتي قُدّرت بنحو 413 مليون دولار معظمها وصله عن طريق التهرب الضريبي في تسعينيات القرن الماضي.

وجاء في التقرير حرفياً: ″لقد شارك ترامب في مخططات الضرائب المريبة في التسعينيات، بما في ذلك وقائع الاحتيال، والتي زادت بشكل كبير من الحصة التي تلقاها من والديه″. وأنه ″أسس وإخوانه وأخواته شركة وهمية لإخفاء ملايين من الدولارات، كما أظهرت السجلات والمقابلات″.

من جهته الرئيس ترامب رفض مراراً وتكراراً التعليق على هذه المعلومات متهماً الصحافيين  بأنهم يعملون على تشويه سمعة الرئيس، ومشددا على أن الصحيفة تستند إلى إدعاءات كاذبة وغير دقيقة..

وبغض النظر عما اذا كان ما أوردته الصحيفة هو الصحيح أم كلام الرئيس، واذا كان الرئيس سيحاسب أم لا، فهذه المعطيات ترددت في اميركا منذ أيام، فماذا عن الفاسدين والمفسدين في لبنان الذين نهبوا الدولة بشكل منتظم منذ سنوات وسنوات وساهموا في وصول دينها الى ما يفوق المئة مليار دولار؟.

فهل هناك في لبنان من يستطيع تسمية هذا المسؤول أو ذاك بانه تهرب من دفع الضريبة او تحايل على القانون لتخفيض قيمة الضرائب على ثروته أو ممتلكاته أو إرثه من والديه؟.

وهل هناك في لبنان من يجرؤ على تحديد من حصل على الحصة الاكبر من هذه الصفقة بالتراضي أو تلك التي أنزلت مقاساتها على هذه الشركة المعروفة بحسبها ونسبها دون سواها؟.

ولماذا لا يطبق في لبنان قانون الاثراء غير المشروع أو قانون من أين لك هذا؟ الذي صُمّت آذان اللبنانيين من ترداد السعي لتطبيقهما سريعاً، وما يلبثا أن يدخلا في غيبوبة النسيان والتجاهل التي تعود عليهما اللبنانيون.

ولماذا تراجع الحديث عن ما تضمنه كتاب الابراء المستحيل الذي قال عنه بعض المتحمسين له أنه يضع الدواء الشافي على جرح الأزمة، وهل ما زال مؤهلاً ليأخذ مكانه في فضح المتلاعبين بالمال العام طوال سنوات؟.   

الواضح جداً أن كل الاتهامات في لبنان بالفساد والمفسدين تدور في حلقة مفرغة ويجري التداول بها بطريقة مبهمة ومغطاة بطبقة سميكة من علامات الاستفهام والتعجب! فيما الشعب يعض على جرحه وينتظر الفرج الذي لا يبدو أنه قريب، والاّ لكان بعض اولئك الفاسدين قد ضربهم الخجل أو بعض الحياء مما يفعلون. ولكن يبدو أن الذين استحوا قد ماتوا في لبنان؟!.


Post Author: SafirAlChamal