الى متى سيستمر حرمان طرابلس وعكار والضنية والمنية؟… عمر ابراهيم

استطاع تيار المستقبل منذ العام 2005 ان يفرض نفسه ممثلا شرعيا لمعظم مناطق السنة في لبنان لا سيما في محافظة الشمال حيث كانت الغالبية النيابية له بدءا من عكار وصولا الى طرابلس مرورا بالمنية والضنية.

هذا التفويض الذي حصل عليه ″المستقبل″ كانت له اسبابه السياسية والعاطفية، حيث كان الصراع على أشده بين فريقي 8 و14 اذار، فضلا عن قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والازمة السورية، وهي أمور أعطت ″التيار الازرق″ تفويضا  ليكون الناطق الرسمي باسم تلك المناطق.

لكن التيار الذي احتفظ بتمثيله لتلك المناطق سنوات، تحول مع مرور الزمن الى ممثل فخري حيث غاب عنها وغابت معه معظم مؤسسات الدولة عن تقديم الحد الادني من الخدمات، لا سيما في عكار التي تعاني شتى انواع الحرمان والاهمال، ورغم ذلك فهي اعطت التيار في الانتخابات النيابية الاخيرة أربعة نواب من أصل سبعة، حيث وصف البعض هذا الامر بالانتفاضة على المستقبل، في حين رأى آخرون أنه نتاج القانون الانتخابي النسبي، وان عكار ما تزال وفية لنهج التيار ومتمسكة فيه رغم كل مظاهر الحرمان.

واقع عكار لا يختلف عن الضنية التي احتفظ التيار بنائبيها لسنوات خلت، قبل أن تأتي الانتخابات الاخيرة وتحرمه واحدا منهم، وهي لم تشهد اي شكل من اشكال الانماء لا بل ان الحرمان يتضاعف فيها، ويضاف اليه سوء تنفيذ مشاريعها وبقاء مشاريع اخرى رهن ادراج المسؤولين.

ولم يشفع لمدينة المنية اطلاق اسم الشهيد رفيق الحريري عليها، كما لم تكافأ على الدور الذي لعبته في الدورات الانتخابية السابقة والاخيرة، حيث ساهمت بتأمين الاكثرية النيابية للمستقبل وجعلته يحافظ في الانتخابات الاخيرة على تمثيلها بالمقعد الوحيد لها.

وتعيش المنية واقعا مأساويا لا سيما على صعيد أوتوستراها الدولي الذي أطلق عليه اسم اوتوستراد الموت، ولم ينته العمل عليه منذ عقود، فضلا عن الاوتوستراد الجديد الذي يربط المنية بالضنية وتشوبه الكثير من العيوب في التنفيذ، لتأتي المفارقة وهي ان تحصل المنية على الكهرباء 24 على 24 ساعة في اليوم بضغط شارك فيه خصم المستقبل اللدود، رئيس المركز الوطني كمال الخير بعدما تقاعس المستقبل عن اعطائها ما يعتبره الاهالي حق مكتسب في الحصول على الكهرباء نتيجة وجود معمل دير عمار لتوليد وتحويل الطاقة الكهربائية في نطاقها الجغرافي.

اما في طرابلس فحدث ولا حرج عن إهمالها من قبل حكومات المستقبل وهي بقيت على مدار السنوات الماضية تتنفس من رئة المؤسسات الدولية التي كانت تقدم لها المساعدات فضلا عن الجمعيات الأهلية المختلفة، ونتيجة لهذا الوضع فقد أعطت التيار الأزرق في الانتخابات الأخيرة نائبين من أصل ثمانية، ما يمنحها فرصة التخلص من هيمنة المستقبل على قرارها.

واليوم مع تجدد الحديث عن امكانية تشكيل حكومة، تخشى هذه المناطق من ان يستمر مسلسل حرمانها، لا سيما ان طرابلس كانت تلقت صفعات عديدة من الحكومات السابقة بحرمانها من حقوقها ومن المشاريع والاموال، فضلا عن جولات العنف التي تفجرت ولم تنته الا بعودة المستقبل الى السلطة، لذلك فإن طرابلس تنظر بعين الريبة الى الحكومة المقبلة خشية تصفية حسابات سياسية معها على موقفها الأخير من الانتخابات النيابية.


Post Author: SafirAlChamal