لقاء فرنجية ـ جعجع ليس قريبا.. لكنه قيد الاعداد… حسناء سعادة

من الطبيعي أن تُتوج كل محادثات ومفاوضات تحصل بين فريقين بلقاء لاعلان ما تم التوصل اليه وعرض خارطة الطريق التي سيسير عليها الطرفان مستقبليا لتطبيق ما اتفقا عليه.

هذا هو حال الاتصالات الجارية بين حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع وتيار المرده برئاسة سليمان فرنجيه، والمعروف أن هذه الاتصالات ليست وليدة الساعة، بل هي انطلقت اساسا من بكركي حيث قرر رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي جمع الاقطاب المسيحيين على طاولة واحدة، فكان اللقاء الاول بين رأسيّ الهرم بعد إنشقاق لامس الاربعين سنة على اثر مجزرة دامية ذهب ضحيتها الى الوزير الشهيد طوني فرنجيه وزوجته فيرا وطفلته جيهان 28 اهدنيا، وكانت المصافحة الاولى بعد أن قرر فرنجية المسامحة والغفران، غير انها بقيت مصافحة بروتوكولية، وتلاها بروتوكوليا ايضا اتصالات تعزية متبادلة حيث قدم رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه واجب التعزية هاتفيا بوالد رئيس حزب القوات سمير جعجع، فيما توجه الاخير بالتعزية لفرنجيه هاتفيا ايضا منذ نحو شهر بوفاة عمه الاستاذ روبير فرنجيه.

هذا على صعيد رأسي الحزب والتيار، اما على صعيد التواصل المستمر بتأن منذ سنوات فيقود هذه الحركة من جانب المرده مسؤول اللجنة السياسية الوزير السابق يوسف سعادة يقابله من جانب القوات اللبنانية القيادي طوني شدياق، حيث قطعت هذه الاتصالات اشواطا وقرّبت المسافات التي شابتها شائبة الانتخابات الرئاسية الا انها عادت الى السكة الصحيحة مؤخرا، ما يشي بأن لقاء قريبا سيتم لاعلان ما تم التوصل اليه غير ان هذا اللقاء برأي المتابعين لمسار هذه الاتصالات لن يتم في القريب العاجل.

لقاء بين المرده والقوات لن يشكل صدمة ايجابية او سلبية بالتأكيد، لانه بات متوقعا، انما من المؤكد انه سيشكل خطوة سياسية جريئة وخطوة مسيحية مطلوبة لكنها ليست بغريبة عن من رفع شعار ″عفا الله عما مضى″ في بيئة كان الدم يغلي في عروقها الا ان ″سليمانها بيمون″ على ما يردد اليوم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اهل زغرتا ومن بينهم الذين شربوا من كأس المجزرة ضحايا، مثلهم مثل سليمان فرنجيه الذي شرب ايضا من الكأس نفسه، انما ″ان تكون قائدا فهذا يتطلب التعالي على الجراح″ بحسب ما يؤكد احد الناشطين على الفايسبوك في تيار المرده لافتا الى انه “ما من مرة خذلنا سليمان فرنجيه وكل قراراته كانت صائبة، ونحن اليوم معه بما يقرر″ .

لا لقاء قريب بين جعجع وفرنجيه أقله كون عراب اللقاء الوزير سعادة موجود خارج البلاد، فيما يشدد قياديو الطرفين على الاجواء الايجابية، الا ان احدا منهم لا يمكنه الجزم بموعد اللقاء ومكانه، غير ان الثابتة الوحيدة ان الاتصالات جارية وستتوج باللقاء المرتقب انما الاخراج لا يزال قيد الاعداد ولن يتخلله بالتأكيد شامبانيا وحلويات، ربما تكون هناك صلاة قصيرة تتوج المصالحة وتقفل صفحة من ماض اليم آن الاوان لطيها وفتح صفحة جديدة قد تؤسس لمرحلة من التنسيق اقله بالنسبة للملفات التي تطال وجع الناس رغم الاختلاف في السياسة.


Post Author: SafirAlChamal