أي خطر يتهدد لبنان مع عودة التهريب على الحدود؟… عمر ابراهيم

إستعادت بعض القرى الحدودية اللبنانية مع سوريا نشاطها على خط ″التهريب″ على انواعه، مستفيدة من التسهيلات الامنية التي تفرضها حاجة السوق السورية لاستيراد وتصدير بعض السلع، والتي اغرت بعض الطامعين والمتحكمين بمجريات الامور بين البلدين، ودفعتهم الى تجاوز الخطوط الحمر مؤخرا بعدما فتحوا الطريق امام الممنوعات من مخدرات واسلحة وتجارة البشر.

هذا النشاط عاد بعد توقف دام لعدة سنوات نتيجة الأوضاع الأمنية التي كانت سائدة مع سيطرة مسلحي المعارضة السورية على معظم القرى والبلدات الحدودية ، قبل إعادة الجيش السوري فرض سيطرته بشكل كامل على الحدود وإغلاق كل المعابر غير الشرعية التي كان يستخدمها المهربون سابقا في تجارتهم، وتحولت في ما بعد إلى منفذ لدخول وخروج المسلحين والسلاح من والى سوريا.

ومع تمكن الجيش السوري من إحكام السيطرة على تلك المناطق ونشر عناصره معززة بقوات الدفاع الوطني وما رافق ذلك من إجراءات أمنية مماثلة قام بها الجيش اللبناني للحد من تسلل المسلحين إلى سوريا ومنع حصول أية أعمال عسكرية عبر الحدود، بدأت الآمال تكبر لدى المهربين بالعودة الى ممارسة نشاطهم، خصوصا ان بعض شبكات التهريب وفق المعلومات تحظى بغطاء كبير ولها نفوذ المناطق الحدودية.

وقد ساهم  الهدوء على الحدود منذ فترة  في إعادة بناء جسور الثقة بين المهربين والمولجين بحماية الحدود وتحديدا من الجانب السوري، والذين بدورهم لم يتأخروا في فتح بعض جسور التهريب والمتمثلة بالمعابر غير الشرعية من محافظة الشمال وصولا الى محافظة البقاع.

ويسجل حركة لافتة للمهربين من الجانبين، وسط معلومات عن تسهيلات يقدمها الجانب السوري من باب ″المكافآت″ للبعض لعدم تورطهم في الأزمة السورية، وهو ما انعكس إيجابا على بعض أبناء تلك البلدات الذين يأملون بعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا، حيث كان يشكل التهريب مصدر رزق لالاف العائلات التي باتت في ما بعد عاطلة عن العمل.

وأوضحت معلومات ان حركة المهربين باتت تتم بصورة شبه علنية ليلا، وهم يستخدمون الدواب او السير على الأقدام أو يتم التهريب عبر ادخال صهاريج او شاحنات صغيرة، ومن دون حصول أية مضايقات تذكر، وخصوصا من الجانب السوري، مع العلم ان الاجهزة الامنية اللبنانية تواجه من وقت لاخر هؤلاء المهربين خصوصا خلال محاولتهم ادخال سوريين او غيرهم بطرق غير شرعية واخرها كان قبل ايام حيث اشتبك الجيش اللبناني مع مجموعة مهربين وسقط ضحايا خلال المواجهة.

وتبدي مصادر لبنانية مطلعة قلقها من قيام بعض المهربين باستغلال علاقاتهم مع بعض النافذين، لتسهيل تهريب الممنوعات او المطلوبين او اشخاص بطرق غير شرعية الى لبنان، في ظل تنامي الحديث عن دخول تجار الاسلحة بقوة على خط التهريب ومحاولتهم نقل اسلحة فردية من سوريا الى لبنان، وتحديدا المسدسات من صناعة روسية.


Post Author: SafirAlChamal