لماذا زار جعجع الحريري.. وهل سترضى القوات بالعرض الجديد؟… غسان ريفي

إنشغلت الأوساط السياسية بالزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ووزير الاعلام في حكومة تصريف الأعلام ملحم رياشي الى الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط بحضور الوزير غطاس خوري، خصوصا بعد التسريبات التي تحدثت عن إمكانية قبول رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر باعطاء القوات منصب نائب رئيس الحكومة من دون حقيبة، ووزير دولة إضافة الى حقيبتين واحدة وازنة والثانية عادية.

كثرت التساؤلات بعد اللقاء لجهة: هل قدم الحريري الى جعجع هذا العرض بشكل رسمي؟، وهل سترضى القوات به؟، أم أن جعجع أبدى إعتراضا على الصيغة الجديدة؟، وكيف يمكن للحريري أن يرضي القوات الموصى بها سعوديا؟..

بات معروفا أن العقدة الداخلية الأساسية التي تعرقل اليوم تشكيل الحكومة هي عقدة القوات، خصوصا بعدما أبدى النائب السابق وليد جنبلاط مرونة في الحصة الدرزية، وإيحائه بامكانية التنازل عن شروطه لتسهيل عملية التأليف، في حين لا تزال القوات تتمسك في أن يكون لها أربعة وزراء بحقائب من بينها وزارتيّ الطاقة أو الأشغال العامة والنقل، وذلك تعويضا عن تخليها عن الحقيبة السيادية وعن منصب رئيس الحكومة.

وبات معروفا أيضا أن الرئيس الحريري يحرص على إرضاء القوات، وتلبية ما أمكن من شروطها، خصوصا أنه يدرك أن ذلك يرضي السعودية التي أوحت للرئيس المكلف منذ البداية بضرورة تنفيذ رغبات القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، كما يحرص الحريري على عدم إثارة غضب رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر حرصا على التسوية الرئاسية التي من المفترض أن تجعله رئيس حكومات عهد ميشال عون، ما يجعله بين ناريّ طرفين مسيحيين تدور بينهما حربا باردة تنعكس تعطيلا لعملية التشكيل.

تقول مصادر قواتية مطلعة لـ″سفير الشمال″: إن زيارة جعجع الى الحريري لم تكن محصورة بالشأن الحكومي فقط، بل إن الحكيم يتوجس خيفة من الوضع الاقتصادي، وهو يرى أنه بات من الضروري أن تجتمع حكومة تصريف الأعمال تحت بند “الطوارئ” لايجاد المعالجات الناجعة للوضع الاقتصادي وتعزيز الوضع النقدي الذي ما يزال تحت السيطرة، خصوصا أن القوات تضع هذه القضية في سلم أولوياتها اليوم.

أما بشأن تشكيل الحكومة والحديث عن العرض الجديد للقوات، فتشير المصادر القواتية المطلعة الى أن قبول العرض أو رفضه يخضع للوزارات التي سيتم عرضها، لافتة الانتباه الى أن القوات لم تكن موافقة على الصيغة التي رفعها الحريري الى رئيس الجمهورية كونها تتمسك بحصولها على حقيبة من إثنتين الطاقة أو الأشغال، كما أنها لم تطالب بوزارة التربية.

وتؤكد هذه المصادر أن القوات لن ترضى بمنصب نائب رئيس الحكومة بدون حقيبة، خصوصا أنه قبل الانتخابات النيابية عندما كان لديها ثمانية نواب فقط، حصلت على منصب نائب رئيس الحكومة مع وزارة الصحة، وعلى وزارتي الاعلام والشؤون الاجتماعية ووزارة دولة، فكيف ترضى اليوم بعدما أصبح لديها 15 نائبا بأقل من ذلك، علما أن تفاهم معراب أوصى بالمناصفة بين الطرفين، وبالتالي فهي قدمت كثيرا من التنازلات ولم يعد بمقدورها تقديم المزيد.

وتضيف المصادر نفسها: القوات تنتظر أن يقدم لها عرض كامل وبشكل رسمي، وعندها ستبحث الأمر في الهيئة التنفيذية وبناء على ما ستقرره الهيئة يمكن أن تقبل أو أن ترفض، لكن في كل الأحوال هي لن ترضى بأقل من نائب رئيس الحكومة مع حقيبة، مع ثلاث حقائب من بينها حقيبة أساسية، وعلى المعنيين بتشكيل الحكومة أن يتحملوا مسؤولية عدم إعطاء القوات الحصة التي تتناسب مع حجمها النيابي.

Post Author: SafirAlChamal