طرابلس: المناطق الشعبية من دون مياه منذ ثلاثة أشهر.. والمواطنون نحو التصعيد… روعة الرفاعي

إذا كان ″الأمن″ حاجة ملحة وضرورية لـ ″السلام″، فالمياه ″سبب الحياة الآمنة″ والتي تساهم بطرد الأمراض والأوساخ وتساهم في إيجاد بيئة نظيفة.

واذا جاهد السياسيون في سبيل انهاء الفوضى الأمنية التي كانت القائمة في التبانة جراء جولات العنف، فانهم يغضون  النظر اليوم عن ″علة العلل″ وهي الانقطاع المتواصل للمياه في مناطق عدة من طرابلس في مقدمتها التبانة، ثم الزاهرية والقبة، هذه المناطق الشعبية الفقيرة التي لا يملك أهلها القوة للمطالبة بحقوقهم، واذا ما سألتهم عن كيفية قضاء حياتهم بلا ″مياه″ أجابوا: ″تأجيل الاستحمام والغسيل لأوقات تأتي فيها المياه″، أما فيما خص الطبخ والاستعمال اليومي فان البعض يلجأ لشراء صهاريج المياه والتي تبلغ كلفتها 35 ألف ليرة للصهريج الصغير و50 ألف للكبير، ومن لا يملك المال ينتظر الفرج، أو ربما جاره الذي قد يحن عليه ″بغالون″ يستخدمه في احتياجاته.

القضية بالرغم من أهميتها، ومدتها الزمنية الطويلة (تتجاوز الثلاثة أشهر) إلا أنها لم تشكل دافعاً لدى الأهالي للاعتصام أو الاحتجاج، وحده تحرك يتيم قام به أبناء التبانة من خلال قطع شارع سوريا مما إستدعى تدخل الجيش اللبناني الذي عمد الى تأمين المياه بالصهاريج للمنازل، لكن المشكلة عادت لتكشر عن أنيابها في وجه من لا حول لهم ولا قوة، وجل همهم أن تحل أزماتهم بأقل الأضرار وهم الملاحقون دائماً من قبل المعنيين والمتهمون باشاعة الفوضى وضرب الأمن والاستقرار، فكيف ينادون بالحقوق ودمهم مهدور أصلاً؟!.

واذا كانت مصلحة المياه لا تملك في الوقت الراهن أي حل للمشكلة القائمة، بسبب الجفاف، فإن ذلك يطرح سؤالا لجهة: اذا كان هناك جفاف وقلة مياه ومطلوب من المواطن اتباع سياسة التقشف، فلماذا لا يشمل القرار المناطق الجديدة أو الغنية، ويبقى ذلك حكراً فقط على الأحياء الفقيرة؟.

يشير مصدر مسؤول في مصلحة مياه طرابلس الى ان المدينة تتغذى بالمياه من منطقة البحصاص وتحديداً من نبع أبو حلقة، وبالطبع هي تجري بشكل سليم في مناطق الضم والفرز وعزمي وتوابعها لتصل بضغط أقل الى المناطق الداخلية التي تشكو أصلاً من شبكات مهترئة وهذه الأسباب لا علاقة لنا بها بل ان الدولة معنية بتأهيل هذه الشبكات تماماً كما المناطق العالية كالقبة وأبي سمراء وغيرها.

ويرى المصدر أن من يشتري صهاريج المياه من أبناء التبانة فانما بسبب عدم وجود ساعات للمياه لديهم أي انهم يرفضون تركيبها وبالتالي لا علاقة للمصلحة بالأمر.

يقول عضو مجلس بلدية طرابلس أحمد المرج: طرابلس تعاني على كل الصعد بسبب حرمانها المزمن، طبعاً نشكر القوى الأمنية على تنفيذها للخطة الأمنية التي وعدونا أنها ستتزامن مع مشاريع إنمائية، لكن ما الذي جرى؟، الاهمال لا يزال مستشرياً وهنا نسأل أين هم السياسيون من كل الأزمات التي نتخبط بها؟، أين الوعود التي أطلقوها في زمن الانتخابات؟، كل شيء يمكن تحمله الا أزمة المياه، وهل يعقل أن يعيش بلد مثل لبنان قائم على الينابيع والأنهر من دون مياه كما هو حاصل مع أبناء منطقة باب التبانة والزاهرية والقبة، وباختصار فقط الأحياء الشعبية في مدينة طرابلس؟، نسأل لماذا تترك هذه المناطق من دون خطة تتبعها مصلحة المياه بحيث تعمل على تأمين مياه الشرب للمنازل والتي يعجز أهلها عن شراء الصهاريج، إننا نحمل المسؤولية كاملة للنواب والوزراء في المدينة، ونتمنى على الجميع الاهتمام بأهلنا قبل تفاقم الأزمة.

ويقول أمين صندوق الاتحاد العمالي في الشمال شادي السيد: لم يعد مقبولاً السكوت عن أزمة المياه التي ترزح تحت نيرها كل المناطق الشعبية، وهنا نتوجه بالسؤال الى وزير الطاقة الذي يهتم فقط بالمناصب والتعيينات؟، أين هي مدينة طرابلس من اهتماماته؟، قد نتغاضى عن انقطاع الكهرباء، لكن المياه التي هي كل شيء في الحياة لا يجوز السكوت عنها، ففي منطقة الزاهرية هناك انقطاع متواصل، والأهالي يلجأون الى شراء الصهاريج، وانطلاقاً من ذلك نسأل مصلحة المياه في طرابلس هل بامكان المسؤولين فيها العيش بلا مياه؟.

يضيف السيد:أبسط حقوق المواطن الفقير لا يمكن الحصول عليها، وإزاء هذا الواقع نجد المواطن بلا أي ردة فعل خوفاً من ملاحقته، فالى متى؟، لقد أصدرت مصلحة المياه بياناً أشارت فيه الى ان مشكلة المياه تتلخص بالجفاف الحاصل، وعليه نسأل عن الشبكة الجديدة التي جهزت لهذا الشأن؟، أين هي وأين خدماتها؟، لماذا هناك مناطق ينعم أهلها بالمياه في حين تحرم منها مناطقنا الشعبية والفقيرة؟، أليس الجفاف مشكلة تطال كل الأحياء؟.

ويشكر السيد الجيش اللبناني على الخدمات التي يقوم بها في سبيل تأمين المياه لأهالي التبانة، لكن كل الجهود تذهب سدى ما لم يكن هناك حلولاً جذرية، ونعلنها بالفم الملآن سنلجأ قريباً للاعتصام أمام مصلحة المياه بل وسنصعد تحركاتنا لحين بلوغ هدفنا المنشود.

يقول أبو غازي من منطقة الزاهرية: منذ حوالي الشهرين ونحن نشتري صهاريج المياه، والبعض من السكان يقومون باستئجار السيارات لملء المياه من أقرب مكان، فالى متى يمكننا التحمل؟، أين هم السياسيون من أزمتنا، بل أين هي بلدية طرابلس من هذه القضية؟، من لديه المال يشتري الصهريج ويقوم بتوزيعه على منازل الفقراء، باختصار نحن نساعد بعضنا البعض، لكننا نستغرب الصمت الرهيب الذي يلف المواطنين في الأحياء الشعبية كونهم يرفضون القيام بأي تحركات للمطالبة بأبسط حقوقهم.

ويقول وليد الزعبي: في التبانة لا مياه ولا كهرباء ولا حياة، الأمن وحده لا يكفي نقولها لكل من يهمه الأمر، حاجتنا ماسة للمياه التي نشتريها بأموال باهظة، ومن لا يملك المال يشحذ المياه من الجيران، فهل يقبل السياسيون بأن يعيشوا أوضاعنا؟، تجدر الاشارة الى ان عدد من حالات الجرب بدأت تسجل في صفوف أهالي التبانة بسبب انعدام المياه وقلة النظافة.

Post Author: SafirAlChamal