علّة ″الكتائب″ في بيتها… مرسال الترس

يلاحظ المراقبون بشكل لافت أن أداء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل يتأرجح منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية الأخيرة بين المغالاة في المعارضة، والخجل من الموالاة، وكأنه ينتظر وحزبه شيئاً ما خارجاً عن المألوف يعيد الشباب الى الحزب الذي بدأ بالتراجع بعد أربعة عقود على تأسيسه على يد الشيخ بيار الجميل الجد عام 1936.

الحزب الذي غلب عليه طابع الانتساب من الطوائف المسيحية بدأت خطواته بالتعثر والتراجع منذ انطلاق تنظيم يحمل اسم ″القوات اللبنانية″ في نهاية سبعينات القرن الماضي على يد بشير الجميل نجل المؤسس عندما كان في عمر الثلاثين وبدأ بتحضير نفسه للوصول الى رئاسة الجمهورية، حيث باشرت نواة ذلك التنظيم بالانتفاخ حين عكف مقاتلو حزب ″الله، الوطن والعائلة″ على التسرب منه والانضمام الى مجموعات بشير التي حملت اسم ″ب ج″.

ومع أفول نجمه باغتياله كرئيس جمهورية منتخب في العام 1982 قبل أن تطأ قدماه قصر بعبدا، تناوبت أسماء عدة على رئاسة التنظيم المليشياوي قبل أن يصبح حزباً برئاسة سمير جعجع الذي بدأ حياته العسكرية على هامش حرب السنتين كمقاتل في حزب الكتائب، وكان كل من هذه الاسماء يسطو على مجموعة اما بالترغيب أو بالترهيب. والطامة الكبرى كانت عندما إرتأى الابن الاكبر لمؤسس الحزب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته امين الجميل في العام 1988  مغادرة لبنان لظروف قاهرة يُدرك وحده خلفياتها الحقيقية.

القضم الثاني للحزب كان في العام 2005 وما سبقه وما تلاه عندما عاد الى لبنان من المنفى الجنرال ميشال عون حاملاً على كتفيه عبء النفي الى باريس ليحوله الى ما سُمي حينها بـتسونامي اجتاح الشارع المسيحي ومن ضمنه النقاط الضعيفة في حزب الكتائب!..

أما القضم الثالث فكان عندما اغتيل حفيد المؤسس والذي يحمل اسمه النائب والوزير بيار الجميل في عرين الحزب في ساحل المتن وفي حر الظهيرة في خريف العام 2006، بعدما كان يسعى بجد ونشاط لاعادة ترميم الحزب واطلاقه بفاعلية تعيد له الصفحات اللامعة في تاريخه.

والشيخ سامي الذي يرأس الحزب اليوم بثلاثة نواب، وهو ربما أقل عددا منذ بدأ الحزب بالدخول الى الندوة البرلمانية، يسعى للتمايز عن سواه عله يستعيد المجد الغابر، ولكنه سجل عدة خطوات وصفها المتابعون بانها لم تسهم في إعادة الوهج للحزب وهي: انسحابه من قوى الرابع عشر من آذار من دون تحصيل أية مكاسب، وانكفائه عن التحالف مع رئيس تيار المرده النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه عشية آخر انتخابات رئاسية بدون أن يربح الوقوف تحت مظلة العهد الجديد، ولعل آخرها عدم مهادنة عهد الرئيس ميشال عون، بل التصويب باستمرار على المسؤولين من أجل تصحيح الآداء ومحاربة الفساد.

فهل يمكن أن تشكل التصريحات والمواقف الرنانة الاسلوب الانجع لاعادة حزب الكتائب الى واجهة المجتمع المسيحي، بعدما سحب البساط من تحت أقدامه طوال هذه المدة؟!.   

Post Author: SafirAlChamal