أحمد الحريري في الضنّية: زيارة غير ناجحة… عبد الكافي الصمد

غادر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الضنية أمس، بعد زيارة قام بها للمنطقة، بانطباع غير إيجابي، إذ أنها المرّة الأولى منذ زيارته لها قبل سنوات، يأتي الأمين العام للتيار الأزرق للمنطقة ويغادرها وكأن أحداً لم يزرها، أو أن تلقى زيارته إهتماماً من قبل جمهوره كما جرت العادة.

زيارة الحريري أمس للضنية، وصفها مراقبون بأنها لم تكن ناجحة، وأن الفشل كان حليفها، وهي أضعف زيارة يقوم بها للمنطقة، شكلاً ومضموناً، وهي الأولى له للضنّية منذ آخر زيارة له إليها قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة، التي بدورها لم تكن على قدر الآمال التي عُلقت عليها، بعدما ورّط الحريري نفسه بموقف من نائب البقاع الشمالي اللواء جميل السيد، وأثارت إنقساماً وسط صفوف التيار الأزرق في الضنية، ظهر في استحقاق 6 أيار الماضي، الذي كشف عن حجم هزيل للتيار في المنطقة، وتراجع في شعبيته جعلته يحصل بالكاد على 14 ألف صوت تفضيلي، وزعت بين النائب سامي فتفت وحليفه النائب السابق قاسم عبد العزيز، بينما حصد النائب جهاد الصمد، المنافس الأبرز لتيار المستقبل في الضنية، 12 ألف صوت تفضيلي، ثبتته كرقم صعب في الضنية.

غير أن زيارة أمين عام تيار المستقبل يوم أمس للضنية كانت لافتة في بعض النواحي، من أبرزها:

أولاً: غياب النائب سامي فتفت عن استقبال الحريري الذي كان برنامج زيارته للضنية، حتى قبل ساعات قليلة من وصوله إليها، يتضمن زيارته في منزله، لكن فتفت إعتذر لمشاركته في الجلسة النيابية التشريعية، ما أعطى إنطباعاً أن الزيارة كانت مسلوقة، لأنه كان يمكن تأجيل زيارة الحريري إلى موعد لاحق لأن موعد الجلسة كان محدداً مسبقاً، ما جعل زيارة الحريري للضنية أمس هي الأولى التي لا يلتقي فيها نائب فيها محسوب على تيار المستقبل، أو أن لا يكون الأخير في انتظاره.

ثانياً: غياب النائب فتفت عن استقبال الحريري إنسحب أيضاً على مناصريه ومؤيديه في الضنية، الذين غابوا جميعهم تقريباً عن إستقبال الحريري، في ما يبدو أنها “إشارة” منه بأن يقاطعوا الزيارة. وامتد الغياب من والده النائب السابق أحمد فتفت، إلى رؤساء بلديات ومخاتير مقربين منه، إلى أعضاء في منسقية التيار الأزرق في المنطقة محسوبين عليه، بحيث ظهر أن الإنقسام الذي أثارته الإنتخابات الداخلية التي جرت العام الماضي ما تزال مستفحلة.

ثالثاً: كان مقرراً أن يتفقد الحريري بحيرة عطارة في أعالي جرد النجاص في جرد الضنية، لكنه عدل عن الزيارة بسبب الضباب الكثيف الذي غطى المنطقة. وشكلت نيّة الحريري زيارة البحيرة، وهي لم توضع في الإستعمال بعد بسبب سوء التنفيذ، تساؤلات عن عدم تفقد الأمين العام لتيار المستقبل سد بريصا المجاور، الذي نفذه مجلس الإنماء والإعمار بكلفة وصلت إلى نحو 22 مليون دولار، وكانت النتيجة أنه تحوّل إلى برميل مثقوب، بعدما تبين أن تربته غير صالحة لتخزين المياه فيه، وأنه كان من الأجدى بالحريري تفقد السد الذي يغطي أغلب حاجات المنطقة من مياه الري، بينما البحيرة، وهي ضرورية، بالكاد يستفيد منها عدد محدود من أبناء المنطقة.

رابعاً: لم يزر الحريري النائب السابق قاسم عبد العزيز، وهي أول مرة يزور فيها الحريري الضنية ولا يلتقيه، ما طرح تساؤلات حول إن كانت الإنتخابات النيابية الأخيرة التي تسببت بخلافات وأحدثت تصدّعاً بين الطرفين، ما تزال على حالها، بعدما أوعزت قيادة تيار المستقبل لمناصريها خلال الإنتخابات بإعطاء صوتهم التفضيلي لفتفت عوضاً عن عبد العزيز.

خامساً: لم يتوقف الحريري خلال زيارته أمس للضنية في بلدة بخعون، كبرى بلدات المنطقة ومسقط رأس النائب جهاد الصمد، بعدما كان الحريري يغتنم كل زيارة للمنطقة بالتوقف في أكثر من محطة في البلدة، وزيارة بعض فاعلياتها، أو زيارة مقر إتحاد بلديات الضنية الموجود فيها، من أجل تطويق الصمد ومحاربته في عقر داره، لكن نتائج الإنتخابات النيابية أكدت أن كل محاولات الحريري وتياره في هذه السياق ذهبت سدى.

سادساً: بناءً على ذلك، إقتصرت زيارة الحريري أمس للضنية على تقديم واجبات عزاء، وتلبية دعوة غداء، واجتماع شكلي مع منسقية التيار في الضنية، وحضور إحتفال تكريمي للحجاج، ما طرح تساؤلات، منها: هل هذه محطات تستدعي من أمين عام أكبر تيار سياسي في لبنان تخصيص يوم كامل لها؟

Post Author: SafirAlChamal