الهجرة غير الشرعية تعود بقوة.. هل يتم إغراق القوارب عمدا؟… عمر ابراهيم

من هي شبكات الهجرة غير الشرعية التي عادت لتنشط مجددا على خط النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين؟، وهل من قاسم مشترك بين تلك الشبكات وبعض السفارات التي يتردد انها اتخذت اجراءات لتسهيل حصول للاجئ الفلسطيني على تأشيرتها؟، وهل هناك من يجرؤ على إعطاء أرقام تقريبية عن عدد الذين يهاجرون من لبنان بطرق غير شرعية؟.

أسئلة كثيرة تدور في خاطر كثير من المطلعين على ملف الهجرة غير الشرعية التي كانت تضاعفت مع بدء الازمة السورية، حيث يستغرب هؤلاء بعد حادثة غرق قارب المهاجرين السوريين مقابل شاطىء عكار قبل يومين، كيف ان بعض المسؤولين عبرو عن دهشتهم لما حصل، ″وكأن معظمهم لا يعلم أن قوافل المهاجرين غير الشرعيين لم تتوقف لا عن طريق القوارب مباشرة من لبنان ولا عبر السماسرة الذين ينقلون المهاجرين بطريقة شرعية من لبنان الى دول اخرى، ويحملونهم منها اما بالقوارب أو عبر الحدود والطرقات الخطرة والوعرة الى دولة اخرى″.

ويلفت المطلعون النظر الى ان هذه الشبكات معروفة بمعظمها وهي من جنسيات مختلفة.

وربما جاءت حادثة غرق القارب الذي كان يقل نازحين سوريين ووفاة طفل بداخله لتسلط الضوء على نشاط المهربين غر الشرعيين ولتؤكد بما لا يقبل الشك بان الهجرة مستمرة وربما تتضاعف مع امكانية انخراط المزيد من اللبنانيين الى  صفوف الراغبين بتلك الهجرة لاعتبارات لم تعد تخفى على احد، تعاني منها شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين يرزحون تحت عبء الوضع الاقتصادي والمعيشي، الامر الذي يجعل هؤلاء يتشابهون في المعاناة مع النازح السوري واللاجئى الفلسطيني، ويجعلهم هدفا لشبكات الهجرة غير الشرعية التي تنشط عادة في هكذا ظروف، كانت سهلت للمئات منهم الهجرة قبل فترة وهم ما زالوا يطمحون لها ويتحينون الفرصة المناسبة. 

يقول أحد المطلعين لـسفير الشمال: ان الظروف المعيشية الصعبة للنازحين في الفترة الاخيرة، وعدم وجود غطاء سياسي لهم (كان متوفرا في السابق)، جعلت حلم الهجرة يعود بقوة الى الذين لا يرغبون بالعودة الى سوريا او يخشون ان يتم دفعهم مستقبلا للعودة قسرا.

ويضيف: حلم الهجرة سيؤدي حكما الى وقوع هؤلاء ضحايا لشبكات الهجرة، كما حصل في عكار، حيث ان فرضية اغراق القارب عمدا من قبل المهربين واردة، بسبب صعوبة وصول هكذا قارب الى قبرص وبهذا العدد من الركاب، فكانت عملية اغراقه في المياه الاقليمية اللبنانية والابلاغ لانقاذ الركاب، لكن الارادة الالهية شاءت ان يموت الطفل قبل انقاذه.

ويقول: هناك اوجه كثيرة للهجرة غير الشرعية ومنها ما يجري حاليا في بعض المخيمات الفلسطينية حيث بدأت تلك الشبكات تعمل على خط تأمين سفر الفلسطينيين الى دول لا يحتاج فيها الى تأشيرة دخول، ومن ثم نقله الى دول أخرى للحصول عل اللجوء الانساني.

ويتابع: بدأت تلك الشبكات تنشط في مخيم عين الحلوة الذي يعاني وضعا اقتصاديا ومعيشيا وامنيا صعبا، وهناك لاجئون باعوا منازلهم او استدانوا مبالغ مالية للسفر مع هذه الشبكات، حيث أن هناك تخفيضات طرأت مؤخرا على المبلغ المطلوب من 8 الاف دولار للشخص الواحد الى 5 الاف دولار اميركي، في حين ان المهاجر السوري عبر البحر يستوجب عليه دفع مبلغ مالي يتراوح بين الفي دولار اميركي او ثلاثة الاف.

ويختم: هناك بعض السفارات بدأت تتساهل في اعطاء التاشيرات وفق شروط اقل تعقيدا، وهي تثير الشك لانها تتزامن مع نشاط عمل المهربين ومع تطورات سياسية على الملف السوري والملف الفلسطيني.

Post Author: SafirAlChamal