مبادرات ايرانية لمساعدة لبنان طبياً.. وتخفيض أسعار الدواء… طهران ـ ديانا غسطين

على الرغم من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، تمكنت الجمهورية الاسلامية الايرانية من دخول ثاني اكبر سوق في العالم، على صعيد الدواء، عبر مصانع محلية تؤمن ما يقارب 96% من حاجة السوق الداخلية الايرانية.

فمنذ انتصار الثورة حتى اليوم، دأبت وزارة الصحة الايرانية على اعتماد سياسة تشجيع الانتاج المحلي من الدواء وايصاله الى الناس بأقل كلفة ممكنة. واقع لمسه وفد اعلامي لبناني خلال جولته على شركات تصنيع الادوية في ايران.

الشركات الايرانية التي تصدر منتجاتها الى دول الجوار مثل سوريا والعراق وافغانستان، وحتى الى روسيا، لم تعد تكتفي بإنتاج الادوية المتعارف عليها بل تخطتها الى ادوية الامراض المستعصية وحتى الى انتاج المواد الاولية المستخدمة في صناعة الادوية مثل مادة “نيتروغليسيرين”.  

وفي هذا السياق، يؤكد مسؤولون في شركة “دورسا”، المنتجة لمادة “نيتروغليسيرين”، ان انخفاض اسعار الادوية المصنعة في ايران، يعود الى الاعتماد على تركيبة “الجينيريك”، اضافة الى انخفاض تكلفة اليد العاملة في ايران مقارنة مع تلك الموجودة في البلدان الاوروبية. وفي حين يؤكد هؤلاء رغبتهم في تصدير منتجاتهم من الدواء الى السوق اللبنانية، يبدون كل الاستعداد لاستقبال طلاب الصيدلة اللبنانيين بغية تدريبهم على احدث تقنيات انتاج الدواء في كلية الصيدلة التابعة للشركة.

من جهته يؤكد مدير التسويق في شركة “سيناجين”، شيان شيخ الاسلام ان الادوية المصنعة لديهم خاضعة للمعايير العالمية الاوروبية، ويتحدث في الوقت عينه عن صعوبة الدخول الى السوق اللبنانية، ويقول: “بالنسبة لنا كشركة، نحن لا نسعى فقط لإدخال منتجاتنا الى السوق اللبناني بل نبحث عن شريك لبناني لإنتاج ادوية التصلب اللويحي. وفي لبنان 3 شركات تنتج هذا النوع من الادوية بشكل جزئي وإذا ما أُفسح لنا المجال لإدخال منتجاتنا، سنعمل على نقل التكنولوجيا الموجودة لدينا الى لبنان لإنتاج ادوية لبنانية بكلفة أقل”.

وفي سياق متصل، يشير مدير الهندسة في شركة انتاج ادوية لعلاج الامراض السرطانية “أكتوفيركو” نيروز برو “ان الجزء الاكبر من المواد الاولية المستخدمة في صناعة هذه العلاجات، يتم تصنيعه محلياً ويعود ذلك لتطبيق الهدف الرئيس من تأسيس هذه الشركة وهو انتاج الادوية بأقل كلفة”.

ويتابع: “فعالية ادوية السرطان التني ننتجها، مطابقة للمعايير العالمية من حيث المواد الاولية والمنتج بشكل نهائي”، مشدداً على ان “لا تأثير كبير للعقوبات على ايران علينا، فلدينا ذخيرة تكفي لمدة سنتين تاريخ انتهاء صلاحية منتجاتنا. كما اننا سنتمكن من اجتياز اي ازمة محتملة من خلال العلاقات المتينة التي نسجناها مع بعض الشركات العالمية”.

يوماً بعد يوم، يكشف القطاع الطبي الايراني النقاب عن تطورات في تصنيع انواع الادوية المختلفة. وفي هذا السياق، يؤكد معاون وزير الصحة الايراني الدكتور غلام رضا اصغري انه “في حال تم التعاون في مجال الدواء بين لبنان وايران فإن اسعار الادوية في السوق اللبنانية ستشهد انخفاضاً الى نسبة 1 على 10”.

فهل يأخذ لبنان الرسمي المبادرات الايرانية المتكررة على محمل الجد ويتجاوب معها ام تبقى صحة المواطن اسيرة الكيديات والسياسة الداخلية والاقليمية؟.

Post Author: SafirAlChamal