الناس بالناس.. والقطة اللبنانية لاهية بـ″النفاس″… مرسال الترس

غريب جداً أمر المسؤولين عن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان بما هم لاهون ابتداء من الحصص والاحجام الى نوعية الوزارات، وكأنهم لا يأبهون بما يدور من حروب وصراعات على أبواب بلد لم تعد له مقومات “القلعة”، بل بات كورقة يابسة في مهب رياح عاتية.

ها هي اسرائيل لا تفوّت يومياً أية فرصة من دون أن تخترق بطائراتها الحربية والمسّيرة الاجواء اللبنانية، أو زوارقها وسفنها الحربية مياهنا الاقليمية بحجة مراقبة تسليح حزب الله، وفي سعي دؤوب للتطاول على حقوق لبنان النفطية والغازية في المناطق المتنازع على تحديدها في البحر المتوسط، وكل لحظة ترقب مرشحة لأن تتحول الى توتر ومواجهة!.

وها هي اسرائيل أيضا تدبر عدواناً جديداً على سوريا وتخدع القدرات الروسية بتلطيها وراء طائرة النقل لتسقط بالصواريخ السورية، بهدف تقويض الاتفاقات التي تم التوصل اليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان من اجل ايجاد تسوية بعيدة عن الحرب في منطقة ادلب السورية، وللسعي من أجل إبقاء النار مشتعلة ما أمكن في البيت السوري!..

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحشد قواته على الحدود السورية ليساهم في اخراج الارهابيين من ادلب، ولتطويق تحركات حزب العمال الكردستاني وتطويق أي أمل للاكراد في التفكير باي نوع من الحكم الذاتي الامر الذي يُبقي منطقة الحدود التركية العراقية السورية على كف عفريت الصراعات!..

القوى الغربية من اميركية وفرنسية وبريطانية وبلدان أخرى تحشد اساطيلها في المياه المتوسطية قبالة حشد السفن الروسية المرابطة في المياه الاقليمية السورية لحماية وجودها العسكري في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية، مما يتيح انزلاق الاصبع الى زناد اندلاع ازمة سيعلم الجميع متى تبدأ ولكن لن يكون في مقدور أحد تقدير متى تنتهي وأية نقاط ستطاول!..

أميركا تهدد بالنسبة للحضور الايراني في سوريا والعراق إكراما للرغبات الاسرائيلية، وتتوعد أي حضور لها في المنطقة الشرق اوسطية لاسيما بعد لحس توقيعها عن الاتفاق النووي مع طهران، وجميع القوى الاقليمية والدولية تتهيّب المخاطر الجسيمة التي قد تصدر عن أي تدحرج نحو مواجهة محدودة او موسعة!..

وازاء كل هذا الكم من العواصف والازمات يرسم المواطن اللبناني اللاهث وراء لقمة عيشه وأمنه بدون أن نقول مستقبل أبنائه، العديد من علامات الاستفهام والتعجب حول أداء معظم السياسيين ولاسيما المعنيين منهم بتشكيل الحكومة منذ ثلاثة أشهر بدون تحقيق أي تقدم في هذه المرحلة البالغة الصعوبة والدقة، حتى بات ينطبق عليهم المثل القائل: “الناس بالناس والقطة بالنفاس”. فلا أحد في العالم وليس في لبنان فقط يستطيع أن يهضم الآداء غير المسؤول لمجموعة مسؤولة عن حياة بلد باكمله وكأنها تعيش في عالم آخر ولا تلاحظ الازمات المتراكمة حولها من اقتصادية ومالية ومعيشية الى حد الاختناق! ولذلك فلسان معظم المواطنين يتشابه بالقول:”اذا كنتم مسؤولون فعلاً فتصرفوا بمسؤولية مواقعكم، أو اعلنوا عجزكم، فالبلد لا يستطيع الانتظار طويلاً قبل انهيار الهيكل على الجميع..

Post Author: SafirAlChamal