القصة الكاملة لغرق مركب النازحين في بحر عكار… نجلة حمود

refugee

كشفت حادثة غرق زورق  ينقل نازحين سوريين مقابل شاطئ العبدة في عكار، عن تفاصيل تتعلق بشبكات التهريب وطريقة عملها داخل لبنان وخارجه في مجال الهجرة غير الشرعية التي نشطت قبل سنوات وتحديدا مع بداية الأزمة السورية.

هذه الحادثة التي أودت بحياة الطفل خالد نجمة 5 سنوات، تشير الى كوارث من نوع آخر تبدأ بعملية نقل هؤلاء المهاجرين ومعاناتهم واستغلالهم من قبل المهربين ولا تنتهي عند المخاطر المحدقة من اعتقال او موت كما حصل اليوم، وما بينهما من أمور أخرى اشد قساوة وتتعلق بعمليات احتيال وقع ضحيتها العديد من اللاجئين الذين يبحثون عن حياة لائقة ما وراء البحار.

وفي وقت تتضارب فيه المعطيات حول هوية هذه الشبكات التي كانت نشطت في شمال لبنان مع بداية النزوح السوري قبل أن تخفت عقب  تشديد الدول الأوروبية وإمتناع الكثير منها عن إستقبال اللاجئين السوريين على أراضيها، الا أن حادثة عكار أعادت عمل هذه الشبكات الى الواجهة.  

فهل هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في شاطئ عكار؟ أم أن الصدف شاءت أن تكشف ما يجري من عمليات تهريب إنطلاقا من شاطئ عكار الذي يمتد على مساحة 18 كيلومترا بدءا من مخيم نهر البارد وصولا الى الحدود السورية في العريضة؟ وهل عادت الهجرة من الشمال وعكار في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتردية؟، ولماذا إختيار شاطئ قبرص تحديدا كملجأ للاجئين؟

وفي المعطيات المتوفرة فان عددا من النازحين (37 نازحا) تجمعوا من مختلف المناطق اللبنانية في منطقة الشيخ زناد حيث كان ينتظرهم  سائق المركب (من آل خلف) انطلق الى نقطة لا يكشفها الرادار، وما لبث ان غرق المركب قبالة مطار القليعات على بعد 2 كلم.  

وبحسب ما أفاد مختار ببنين محمد البستاني الذي تبلغ من قبل فلسيطني بحادثة الغرق، فساهم في الإنقاذ وعمل على سحب الزورق وتسليمه للجيش اللبناني في نقطة الحراسة المخصصة قبالة مرفأ العبدة.

ولفت البستاني الى “أن كل من كانوا عن متن المركب هم من اللاجئين السوريين، وهو مركب مخصص للصيد لا يتسع لأكثر من 18 شخصا، لافتا الى تعطل موتور المركب وأثناء محاولة إصلاحه انقلب وسقط الركاب في الماء”.

 وأضاف: “إن اللاجئين كانوا يرتدون ستر نجاة الأمر الذي أدى الى إنقاذهم والا لكنا أمام كارثة انسانية كبيرة، وللأسف توفي طفل كان عالقا داخل المركب الذي انقلب”.

وأوضح المختار أن هذه الحادثة هي الأولى في عكار، لأن الشاطئ مراقب بشكل كامل من قبل الجيش اللبناني، ويصعب العبور من قبل المهربين”.

وفي هذا السياق صدر عن  قيادة الجيش – مديرية التوجيه،  بيانا أكدت فيه “بتاريخه، ولدى توافر معلومات عن تعرض مركب بحري للغرق قبالة شاطئ الشيخ زناد – عكار وعلى ومتنه 39 شخصا من الجنسية السورية كانوا متوجهين إلى قبرص بطريقة غير شرعية، توجهت دورية من القوات البحرية على الفور وعملت على انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات وإنقاذ الباقين، نقل منهم أربعة أشخاص إلى مستشفيات المنطقة، بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني. تتم متابعة الموضوع بالتنسيق مع السلطات المختصة”.

Post Author: SafirAlChamal