خلاف في إهدن حول جرف كتلة مار جرجس أو الإبقاء عليها حفاظا على الارث والتاريخ…حسناء سعادة

ehden 2

استعر الخلاف حول جرف كتلة مار جرجس في اهدن لاقامة مرآب للسيارات بين الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي وادارة اوقاف اهدن زغرتا، التي تندرج الكتلة في اطار ملكية الوقف الذي وضع دراسة في هذا الاطار تقضي بهدم الكتلة وتشييد مواقف للسيارات على ان يتم اعادة رصفها بحجارتها لتعود كما كانت على ما يقول القيمون على الرعية، في حين يعتبر الرأي الاخر الممانع للهدم ان المس بالكتلة هو مس بتاريخ وتراث زغرتا، مطلقا حملة واسعة تحت عنوان “لا لجرف الكتلة” معددا سلسلة من الاسباب التي تحول دون ذلك ابرزها متعلق بتراث اهدن وتاريخها.

 “انها مرتع الاحلام والذكريات، تراث اهدن، لا لتدمير الارث ومحو التاريخ من اجل سيارة وحفنة من الدولارات، لا كتلة بعد اليوم…مرآب تحت الكنيسة فتحات احجار حزينة” عبارات انتشرت على الفايسبوك كالنار في الهشيم، ومعها انطلقت حملة تويترية ما دفع  ادارة الاوقاف الى اصدار بيان جاء فيه:”بعد تدعيم وترميم كنيسة مار جرجس – إهدن، وبناء ً على طلبنا قامت الهيئة العليا للاغاثة بالكشف على حائط ساحة الكنيسة (الكتلة) المعرض للسقوط في اي وقت كما يظهر للعين المجردة مما سيعرض في حال انهياره المارة والسكان والسيارات الى خطر كبير، فاستحصلنا من الهيئة على مشروع معالجة الحائط المذكور. وامام هذا الواقع وجدت ادارة اوقاف اهدن – زغرتا نفسها امام خيارين لا ثالث لهما:

الخيار الاول: فك الحائط واعادة بنائه فأُعدت الدراسات من قبل الهيئة ولُزم المشروع من قبلها وهذا يتطلب حفر الساحة بعمق يتراوح ما بين 6 امتار الى 9 امتار ثم اعادة ردمها ثم تلبيسه بالحجر.

اما الخيار الثاني فهو: بما اننا مجبرون على فك الحائط الحجري وحفر المساحة الكبرى من الساحة فلماذا لا نقوم ببناء مواقف للسيارات بدلاً من اعادة الردم وبهذا نكون قد انجزنا خطوةً من اجل حل مشكلة قديمة – جديدة وهي عدم وجود مواقف في مدينة اهدن التي تستقطب سنوياً آلاف الزوار وخصوصاً ان الكتلة كانت قد رُدمت من قبل الوقف بوكالة المرحوم المونسنيور يوسف سيدة الذي بنى الحائط الموجود الآن وردمه بالاتربة في خمسينيات القرن الماضي (كما تُظهر الصور الفوتوغرافية) مع حرصنا الكامل على اعادة الشكل الخارجي اجمل مما كان حفاظاً على ذاكرتنا الجماعية وعلى قدسية المكان وخصوصاً ان هذا المشروع كان حلماً عند الكثيرين من آبائنا وقد طرحه العديد من فعاليات المدينة والبلديات المُتعاقبة عليها.

اننا نشعر بأهمية العمل وحساسيته وننتظر دعم جميع ابناء اهدن وبناتها له مؤكدين:

اولاُ: ان استبدال الردم بمواقف ل 170 سيارة سيساهم في حل مشكلة ايجاد مواقف للسيارات وخصوصاً في المناسبات الدينية ويسهل وصول السياح القادمين من لبنان وخارجه لزيارة كاتدرائية مار جرجس و”جثمان بطل لبنان يوسف بك كرم”، وقاعات الكنيسة وبيت الكهنة الذي هو ايضاً معلماً اثرياً هاماً.

ثانياً: ان دراسات المبنى والاساسات قد اشرفت عليها ووضعتها عدة شركات هندسية ومنها نفس الشركة التي وضعت خرائط تدعيم كنيسة مار جرجس – إهدن واكد العديد من كبار خبراء البنى التحتية ان هذا المشروع لا ولن يؤثر على اساسات الكنيسة وان لا خطر عليها بل يقوم بتدعيمها بشكل افضل، ونحن حريصون كل الحرص على الكنيسة وما حولها وما في ساحتها ومن له اي ملاحظة فنحن مستعدون لمناقشتها بكل رحابة صدر “

Post Author: SafirAlChamal