انطباعات بمناسبة تكريم رواد العمل التطوعي في البحرين… زهيدة درويش جبور

في زمن تعاني منه المجتمعات العربية بشكل خاص والمجتمعات الإنسانية عامة من مشكلات عدة ليس أقلها الفقر والبطالة والعنف والنزعات العنصرية إضافة الى الأخطار التي تهدد البيئة، تزداد أهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني، والذي يصبح أكثر فاعليةً إن حظي بدعم وتشجيع الهيئات الحكومية إسهاماً في الحد من المشكلات وفي تحقيق التنمية الشاملة.

مثل هذا التعاون لمسته في مملكة البحرين بمناسبة حفل تكريم الفائزين بجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية “الكلمة الطيبة” التي دأبت على مدى أعوام عديدة على إطلاق المبادرات وتنفيذ المشاريع التي تعود بالفائدة على المواطن البحريني، والتي نجحت بجهود رئيس مجلس إدارتها السيد حسن بوهزاع في مد جسور التعاون مع غيرها من مؤسسات المجتمع المدني المنضوية في الاتحاد العربي للتطوع الذي يحظى برعاية جامعة الدول العربية ويتخذ من المنامة مقراً له. وقد شكل اليوم العالمي للتطوع مناسبة مؤاتية للإعلان عن الفائزين بالجائزة وهم كوكبة متنوعة من مختلف بلدان العالم العربي، بعضهم من الأسر الحاكمة، وبعضهم أكاديميون لهم إسهاماتهم في الخدمة المجتمعية، وبعضهم رجال أعمال أدركوا أهمية القيام بالمسؤولية المجتمعية فكانت لهم أيادٍ بيضاء في مجالات مختلفة. وإن دلّ ذلك فعلى أن أصحاب النوايا الطيبة لا تفرقهم حواجز ولا انتماءات بل يجمعهم الإيمان بخدمة الإنسان والإخلاص لقيم البذل والعطاء التي لطالما تميز بها الإنسان العربي، والتي يجب التأكيد عليها وغرسها في نفوس الأجيال الشابة. ولعل ذلك بالذات هو أحد أهداف هذه الجائزة.

وما لفتني هو الحفاوة المميزة التي أحاط بها صاحب السمو ضيوفه المكرمين إذ حرص على اللقاء بهم في مأدبة غداء كانت مناسبة لتبادل الآراء حول الموضوعات المتعلقة بالعمل التنموي في بلدانهم. وكان للبنان حصته من الاهتمام خاصةً وأن مؤسسة “شباب العزم” بشخص الأستاذ ماهر ضناوي تلعب دوراً نشطاً في الاتحاد وتحظى بتقدير كبير من جميع أعضائه.

أخيراً لا بد من التأكيد على أهمية التعاون بين منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي لأن ما يجمع شعوبنا العربية من تاريخ وقيم وقضايا أكبر بكثير من الحواجز التي تشيدها بعض الخلافات الفئوية والمصالح السياسية.

 

Post Author: SafirAlChamal