هذه هي أسباب الرائحة الكريهة عند مدخل طرابلس: التلوّث في أسوأ صوره… إسراء ديب

 يشكو كثير من المواطنين من رائحة كريهة جدا تنبعث يوميًا لا سيما خلال ساعات الليل عند مدخل طرابلس – البحصاص، وهي رائحة لا يُدرك أهالي المدينة مصدرها أو سبب انبعاثها مع حلول المساء، وهي تشعرهم عندما يجتازون هذا الطريق الذي يضمّ الكثير من المباني السكنية والمحلّات والمؤسسات التجارية القديمة منها والحديثة، بأنهم يعيشون في محيط مكب نفايات، وسط معلومات عن مخاطر بيئية كبيرة وصلت الى المياه الجوفية بسبب هذا التلوث.   

وعلى الرّغم من مرور أشهر على انبعاث هذه الرائحة، ما يزال المواطنون يتساءلون عن أسباب ومصدر هذه الرائحة كما عن الحلّ الذي يضع حدًّا جذريًّا لهذه الأزمة المستمرّة، في مشهد يُبرز مدى خطورة الإهمال والاجرام البيئي الذي تُعاني منه طرابلس منذ سنوات.

يُدرك أهالي المدينة مدى أهمّية الحفاظ على مدخل المدينة الذي بات مشوّهًا بدءا من طرقاته وصولا الى هذه الأزمة التي تفاقم من المعاناة، فمن جهة، تُعدّ هذه المنطقة طريقًا أساسيًا وإلزاميًا لكلّ من يأتي إمّا من بيروت، من القلمون، أو من الكورة إلى ساحة عبدالحميد كرامي في طرابلس، ومن جهة أخرى تُعاني هذه المنطقة من زحمة سير خانقة تستمرّ منذ الصباح حتّى المساء، ما يزيد من معاناة النّاس اليومية الذين يُواجهون الرائحة الكريهة خلال إحتجازهم في سياراتهم خلال الزحمة.

يشير أمين صندوق بلدية رأسمسقا في الكورة حاتم عبدو الى أن الرائحة المتشرة في البحصاص مصدرها مجارير تعود الى الكورة الفوقا، ويقول عبدو لـ”سفير الشمال”: “منذ خمسة أعوام، قام مجلس الإنماء والإعمار بمشروع تنفيذ شبكة مجارير للكورة وضواحيها تتصل بمحطّة تكرير المياه المبتذلة في طرابلس، ولكن حين بدأ المتعهد بعمله باشر من اعالي المنطقة وصولا الى الساحل، أيّ أنّه بدأ من كوسبا، أميون وصولا إلى المناطق الساحلية، مع وجود اتفاق شفهي يقضي بعدم إشراك أيّة بلدية من البلديات في هذا المجرور”.

ويضيف: “نظرًا لوجود مشكلة أساسية في المجارير، تُعاني منها بلديات الكورة منذ أعوام سابقة، وافق مجلس الإنماء على إشراك 90 في المئة من البلديات في تصريف المياه المبتذلة في هذا المجرور الذي بات يصبّ تحت جسر وادي هاب الذي يصل بين الكورة وأبي سمراء، وبالتالي نظرًا لكون هذا المجرور غير مكتمل الإنجاز حتّى اليوم تنبعث هذه الرائحة التي تبدأ من ما قبل مدرسة الليسيه حتّى البحصاص وتشتد مع هبوب الرياح الغربية”. 

كما لا يخفي عبدو أنّ في المرحلة الأولى التي نفذ من خلالها المشروع أصيبت المنطقة بتلوث كبير في مياهها الجوفية، ثم انخفضت نسبة ضررها مع قيام المجلس بمتابعة المشروع، مؤكدًا أنّ “الضرر الأكبر اليوم يكمن في تضرر مياه الشفة، فهذه الكمّية الكبيرة من المياه الآسنة يذهب قسم منها إلى البحر أمّا القسم الآخر فتتشربه المياه الجوفية، ما سيُحدث في مرحلةٍ مقبلة ضرر مباشر  يضرب المنتجعات السياحية  خاصة إنْ لم يُستكمل المشروع”، مؤكّدًا أنّ الرابط بين البحصاص ومحطة التكرير لم يتمّ بعد.

وعن أسباب عدم استكمال المشروع، يقول عبدو أنّ:” البلدية حاولت باستمرار التواصل مع مجلس الإنماء والإعمارعبر تقديم كتاب له، ولكن الرّد كان يأتي ليُؤكد غياب الاعتمادات، أو في حال وجدت الاعتمادات لا يوجد قرار، وإذا كان هناك قرار لا يوجد وزير يوقع…”، مشدّدًا على”وجود دراسات وخطط جاهزة عن المشروع لدى مجلس الإنماء والإعمار، ولكن المشكلة أكبر من ذلك”.

Post Author: SafirAlChamal