وفد إعلامي لبناني في طهران: إيران ترغب بمساعدة لبنان على صعيد إنتاج الأدوية… طهران ـ ديانا غسطين

رغم الحصار الاقتصادي المفروض على ايران منذ انتصار الثورة حتى الآن، ورغم العقوبات الاميركية التي تزداد تشددا يوما بعد يوم، يسعى الشعب الايراني لتتجاوز هذا الحصار وهذه العقوبات بقفزات تكنولوجية وسياسية.

وبما ان ارادة الشعب اللبناني على تجاوز ازماته السياسية والاقتصادية لا تختلف، يأمل الايرانيون بتعاون مشترك بين الحكومتين اللبنانية والايرانية، وعلى وجه التحديد بين وزارتي الصحة في البلدين. الامر الذي اكده معاون وزير الصحة الايراني الدكتور غلام رضا اصغري امام وفد اعلامي لبناني زار طهران بدعوة من وزارة الصحة الايرانية، حيث تمنى الدكتور اصغري ان ″تكون هذه المبادرة بداية للعلاقات بين وزارة الصحة الايرانية والجسم الاعلامي اللبناني″.

ايران التي تتمتع باكتفاء ذاتي من ناحية انتاج الدواء كما بجودة تصنيع عالية، تقدّر ميزانية وزارة الصحة فيها بعشرين مليار دولار اميركي سنوياً.

ويؤكد الدكتور اصغري انه رغم الحصار المفروض علينا، يتم انتاج كميات من الدواء توازي اربعة اضعاف حاجتنا الداخلية، ما يمنحنا القدرة على تصدير الفائض الى الخارج.

بدعم الانتاج المحلي من الدواء وفق المعايير العالمية، تحرص وزارة الصحة الايرانية على ان يصل الدواء للناس بسرعة مع تشديد المراقبة على الاسعار. 

وقد اعتمدت الوزارة ايضاً سياسة محاربة تهريب الدواء الى الخارج.

هذا وتعمل الوزارة ايضاً على توفير العوامل الجاذبة لشركات الادوية العالمية للانتاج داخل ايران.

العلاقات الايرانية اللبنانية تعود الى اربعة قرون، ونحن نعرف الشعب اللبناني وثقافته، وهذه المعرفة تعمقت في الآونة الاخيرة، كما تم نسج علاقات مميزة ولصيقة بين الشعبين يقول الدكتور اصغري.

من جهة ثانية، كشف معاون وزير الصحة الايراني عن رغبة بلاده بالتعاون بين وزارتي الصحة في البلدين بعيداً عن السياسة وتجاذباتها، مبدياً استعداد إيران للتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية ايّاً يكن على رأس هذه الوزارة.

واعلن الدكتور اصغري عن مراسلات توجهت بها وزارة الصحة الايرانية الى نظيرتها اللبنانية للتعاون في مجالي الصحة والدواء، الا انهم لم يلقوا اي رد من الجانب اللبناني. بل بقيت هذه المراسلات طي الكتمان في مكتب وزير الصحة آنذاك وائل ابو فاعور دون ان يكلّف نفسه بالاجابة على مضمونها ولو حتى باعتذار عن عدم التعاون.

وحتى الآن لا معلومات حول ما اذا كان تمنُّع الوزير ابو فاعور عن الرد هو تعبير عن موقف الفريق السياسي الذي ينتمي اليه من ايران ام تعبير عن رفض الحكومة اللبنانية آنذاك لهذا التعاون بفعل ارتهانها للادارة الاميركية التي تمنع لبنان من عقد اتفاقيات ثنائية بين طهران وبيروت من جهة وبين موسكو وبيروت من جهة اخرى.

وعلى الرغم من انه لو تم هذا التعاون والتعاطي مع الملف الصحي بشكله الانساني بعيداً عن السياسة لكان لبنان اليوم في عداد الدول المنتجة للدواء او على الاقل لكان وفّر على الخزينة العامة ما يقارب الخمسين مليون دولار وهي كلفة فاتورة الدواء التي يستوردها لبنان من اوروبا واميركا ودول اخرى، في وقت لا يزال فيه وزير الصحة الحالي مستمراًّ بسياسة سلفه رافضاً السماح لشركات الادوية الايرانية بتسجيل منتجاتها تمهيداً لادخالها الى السوق اللبنانية.

وفي رد له على القرار الاميركي بوقف المساعدات المالية لوزارة الصحة اللبنانية، والتي تقدر بستين مليون دولا سنوياً، في حال تسلُّم حزب الله لوزارة الصحة في الحكومة المقبلة، اكد معاون وزير الصحة الايراني ان ايران على اتم استعداد للتعاون مع لبنان وتعويضه المساعدات الاميركية في حال عُهد بوزارة الصحة الى حزب الله.

من خلال 110 شركات لانتاج الدواء،  تمكنت ايران من احتلال المركز الاول في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا في مجال انتاج الدواء.

فهل تأخذ وزارة الصحة اللبنانية بعين الاعتبار مصالح الناس والعبء المالي الكبير الذي يتكبدونه جراء فواتير الادوية وتقبل بالنظر في طلبات شركات الدواء الايرانية لتسجيل ادويتها في لبنان ام ان الامر سيبقى رهينة التجاذبات السياسية؟

سؤال نتركه برسم الرأي العام..

Post Author: SafirAlChamal