المجتمع المسيحي.. رهينة الى ما شاء الله؟… مرسال الترس

اذا كان العديد من المسيحيين وغيرهم من أبناء الطوائف الاخرى قد سعوا الى مغادرة لبنان منذ نحو قرن ونصف القرن، الى بلاد الله الواسعة بسبب الحروب العالمية والضائقة المعيشية الخانقة، فان الآخرين باتوا على قناعة تامة بمقولة:″اذا لم تستطع التغيير في بلدك غيّر بلدك″.

وطالما أن تركيبة المجتمع اللبناني ناتجة عن تعايش مجموعات متعددة من الطوائف والمذاهب لكل منها خصوصياتها التي تتشبث بها، وتدفعها الظروف المعيشية والامنية في معظم الاحيان الى التلطي بمجموعة من العوامل منها الخارجية على شكل دعم دولي كما حصل للطائفة المارونية مع فرنسا المستعمرة، ومنها الداخلية المتمثلة بالزعامات السياسية التي تأخذ الطائفية والمذهبية لبوساً لها، حتى باتت تلك المجموعات الطائفية أو المذهبية تعتقد أن تلك العوامل تحميها في الظروف الصعبة. ولكن التجربة الدامغة أثبتت الفشل الذريع لتلك المعتقدات. فها هي فرنسا تخلت عن ″مهمتها″ منذ ما قبل اتفاق الطائف وقبل أقل من خمسين سنة على إعتبار البلد الصغير ابنها المدلل، وبقي السياسيون المحليون يأخذون المجتمع يمنة ويسرة من أجل تحقيق مآربهم الشخصية الضيقة مهما كانت النتائج حتى لو وصلت الى مستوى الكارثة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر: رئيس الجمهورية السابق كميل شمعون ورّط المجتمع المسيحي عام 1958 بنزاعات مسلحة غلب عليها الطابع الطائفي من أجل السعي لتمديد أو تجديد ولايته..

الرئيس المنتخب بشير الجميّل قاد المجتمع المسيحي لطلب الحماية من الكيان الصهيوني مع كل ما رافق ذلك من حروب وصراعات محلية من أجل تأمين وصوله الى قصر بعبدا.

أضف الى ذلك علامات الاستفهام الكثيرة والكبيرة التي رافقت عهود الرؤساء شارل حلو والياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان وارتباطها بهذا الضغط الاقليمي أو ذاك التمديد أو التجديد مروراً باتفاق الطائف الذي أفرغ رئاسة الجمهورية في لبنان من صلاحياتها لصالح مراكز القرار الأخرى. وصولاً الى الوضع السياسي القائم حالياً والذي يدور في حلقة مفرغة حول تشكيل حكومة جديدة بدون سقف زمني، وذلك نتيجة شروط وشروط مضادة من أبرزها الصراع السياسي الماروني الدائر بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومحوره السباق للوصول الى موقع رئاسة الجمهورية، بدون التوقف عند النتائج المباشرة وغير المباشرة لا على المجتمع المسيحي ككل نتيجة الانقسامات الهستيرية التي تطاله وحسب، وإنما على موقع الرئاسة الماروني ودوره المستقبلي. في وقت تشهد فيه الساحتين الاقليمية والدولية صراع قوى عالمية قد يفضي الى رسم خرائط وكيانات جديدة.

فيما المسؤولون عن تقرير سياسة هذا البلد لاهون بقشور القشور! حيث ينطبق عليهم مثل الجدال البيزنطي حول جنس الملائكة فيما البلد على كف عفريت مالي واقتصادي… وربما امني!..       

Post Author: SafirAlChamal