ما هو ″الودع″ أو ″الودعة″.. وما هي أهميته الجمالية للبشرة؟

“الودعة” عبارة عن نوع من المحار البحري الغني بكربونات الكالسيوم الطبيعي، والمواد العضوية المهمة للبشرة، بالإضافة إلى نسبة مخففة من اليود والأملاح الطبيعية المفيدة.

“الودع” معروف منذ القدم، حيث كان يستعمل أو يعلق على الأطفال، زعماً منهم أنه يقي من أذى الجن، أو يقي من عين الإنسان، وقد يعلقونه على البهائم، ويزعم أنه يحمي من أمراض معينة، ومن أذى الجن، وأذى الإنسان الذي يصيب بالعين، وقد يؤخذ مثلاً حلقة من فضة، ويزعم أنها تمنع من البواسير، وقد يجعل في عضده حلقة من صفر، أو سلسلة من نحاس، ويزعم أنها تنفع من الروماتيزم، أو تنفع مما يسمى واهنة، وهي نوع من الروماتيزم، كل هذه من الأمور، التي كانت تعرف في الجاهلية.

وكانت النساء في المغرب تستخدم ومنذ القدم وصفات تقليدية من الطبيعة، إذ إن جمال الوجه والجسد عند المرأة بالمغرب يولى عناية خاصة باعتباره تأشيرة الدخول إلى قلب الزوج، واعتمدت النساء إلى يومنا أهم الوصفات الناجحة بالتجربة عبر الزمن، كاستعمال نوع من المحار البحري الصغير والذي يطلق على حباته اسم “الودعة”، والذي يحقق نتائج مبهرة على الوجه، فيصبح الوجه لامعاً، صافياً من كل الشوائب.

ونجد الودعة القادمة من البحر باعتبارها هيكلاً عظمياً لنوع من الرخويات البحرية، في محلات العطارة بمختلف المدن المغربية، إذ تباع بالواحدة، أو على شكل مسحوق جاهز، وغالباً تفضل النساء شراءها على طبيعتها وتحويلها إلى مسحوق بودرة، عبر القيام بدقها .

وللـ”الودعة” فوائد جمة لعلاج البشرة والجسم من الكلف والبقع الداكنة، اذ تقوم على تفتيح لون البشرة وتوحد لونها، وتستخدم في اماكن مختلفة من الجسم، كالركب والأكواع والاماكن الحساسة، وتعالج حب الشباب والرؤوس السوداء في الوجه، وتعمل على تقشير خلايا الجلد الميتة وتحفز الخلايا على التجدد، كما يؤخر “الودع” ظهور التجاعيد وعلامات التقدم في السن.

ولتحضير قناع بودرة الودعة، ينبغي توفير نوع معين من الحامض الأصفر والذي يسمى “حامض الدق”، وهو صغير الحجم مقارنة مع الحامض العادي، كما أن له خصائص علاجية متعددة، إذ يتم عصره وإضافته إلى مسحوق الودعة، مع رشة صغيرة من مسحوق “العكار الفاسي” والذي يعتبر أيضاً من المواد المهمة في التجميل.

يترك الخليط في مكان مظلم وجافّ لمدة أربعة أيام حتى تصبح الخلطة شبيهة بالكريمة، ومن ثم يوضع الخليط على الوجه ويترك حتى يجف.

يستعمل قناع “الودعة” مرتين في الأسبوع، ومرة واحدة إذا كانت البشرة حساسة، ويترك على الوجه بين ربع ساعة ونصف ساعة، ثم ينظف بماء دافئ، ويمسح الوجه بعدها بماء الورد البلدي المقطر.

ويمكن خلط بودرة الودع مع الأرزالمطحون، ويعجن بماء الورد، أو الحليب، أو عصير الحامض، ثم يدهن به الوجه بعد ذلك، ليمنح البشرة نضارة وحيوية وصفاء لا مثيل له.

Post Author: SafirAlChamal