أمطار غزيرة تغرق الضنّية: طرقات مقطوعة وأضرار واسعة… عبد الكافي الصمد

لم يكن يوم أمس يوماً عادياً في الضنية، فالأمطار الغزيرة التي هطلت في المنطقة بشكل غير مسبوق، ولم تعرفه منذ سنوات بعيدة، أقله خلال شهر أيلول، حولتها إلى منطقة “منكوبة” بكل ما للكلمة من معنى، وألحقت بالطرقات الرئيسية والفرعية، وبالأراضي الزراعية والبيوت والمحال التجارية والسيارات، أضراراً جسيمة ينتظر أن تتكشف في الأيام المقبلة بعد هدوء العاصفة وتوقف هطول الأمطار.

بعد الأمطار التي هطلت أول من أمس، وهي أول مرة تهطل فيها الأمطار بعد صيف جاف وحار، أنعشت المنطقة وجعلت المزارعين يتفاءلون بها، وهم يردّدون المثل الشعبي الشهير: “أيلول طرفه بالشتي مبلول”، فاجأت الأمطار التي هطلت أمس المواطنين بشكل غير مسبوق، وألحقت أضراراً واسعة في الممتلكات العامة والخاصة يصعب الآن تحديدها، بانتظار جلاء الصورة أكثر في الأيام المقبلة، وهدوء العاصفة ومسح الأضرار تمهيداً لإصلاحها والتعويض على المواطنين.

deniye 2

لكن العاصفة كشفت بشكل واضح ضعف البنى التحتية في الضنية، وألحقت بها أضراراً واسعة يفترض إصلاحها بسرعة قبل قدوم فصل الشتاء الذي أصبح على الأبواب، لأن أي عاصفة أمطار أخرى ستزيد وضع المنطقة والأهالي سوءاً، ما يفترض إستنفار الدولة بكل طاقاتها وإمكاناتها لهذه الغاية، لأن البلديات واتحادات البلديات ليست قادرة أبداً بما تملكه من أموال وإمكانات ضيئلة للغاية، أن تنجز بنى تحتية (طرقات، جسور، شبكة صرف صحي، عبارات وغيرها) قادرة على حمابة المواطنين وتحمّل غضب الطبيعة القاسي، كما حصل أمس، والتخفيف من وقوع الإضرار قدر الإمكان.

“سيناريو” عاصفة الأمطار في الضنية بدأ قرابة ظهر أمس، وسرعان ما اشتدت شيئاً فشيئاً لتصل ذروتها بين الثالثة والرابعة من بعد الظهر، وأدت إلى قطع طرقات عديدة في المنطقة بعدما غرقت بالمياه، والى تضرر سيارات علقت في الطرقات، وإلحاق أضرار واسعة بأراض زراعية وبيوت ومحال تجارية.

فالطريق الرئيسية التي تربط الضنية بطرابلس تحولت إلى نهر للمياه غرقت فيه السيارات والمارة بعدما وصل إرتفاع المياه فيها نحو متر تقريباً، خصوصاً في بلدات حقل العزيمة وفي محلة بيت جيدة في عاصون، وعند مدخل بولفار مرشد الصمد في بخعون، وعلى الجسر الذي يربط بين بلدتي بخعون وطاران، وذلك بسبب إنسداد قنوات تصريف مياه الأمطار أو نتيجة عدم قدرتها على استيعاب كميات المياة الغزيرة، التي يقول معمرون إنهم لم يروا مثيلاً لها منذ أكثر من 50 سنة.

وتكرر المشهد نفسه في معظم بلدات المنطقة التي اعتبر رؤساء بلدياتها ومخاتيرها أنها أصبحت منكوبة، في موازاة صدور نداءات من البلديات ومراكز الدفاع المدني وناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي تدعو الأهالي إلى عدم الخروج من بيوتهم إلا للضرورة للقصوى، حرصاً على سلامتهم.

الوضع السيىء الذي وصلت إليه الضنية، دفع الجهات المعنية إلى استنفار نفسها لمساعدة المنطقة في تجاوز المحنة. وزارة الأشغال العامة والنقل أعلنت أنها “وبالتنسيق مع النائبين جهاد الصمد وسامي فتفت، ومع رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، وضعت 6 جرافات لفتح الطرقات نتيجة السيول التي حصلت في المنطقة، وأصبحت كل الطرقات سالكة باستثناء طريق بيت زود – بيت ضاضون – كفرحبو، وتعمل الجرافات على فتحها”، بينما تفقد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير المنطقة مكلفاً من الرئيس سعد الحريري، وأوضح بعد جولته أن “جميع طرقات المنطقة الرئيسية قد جرى فتحها، وأنه في مرحلة ثانية سيتم مسح الأضرار تمهيداً لإصلاحها والتعويض على المتضررين”.

عاصفة الامطار التي نكبت الضنية على حين غرة، وفي عطلة نهاية الاسبوع، جعل بلديات الضنية واتحاد البلديات يستنفرون قدراتهم. حيث أوضح رئيس الاتحاد محمد سعدية لـ”سفير الشمال” انه “استطعنا بقدر امكاناتنا المتواضعة جدا القيام بما يلزم، من خلال فتح الطرقات ومساعدة المواطنين، بالتعاون مع وزير الاشغال يوسف فنيانوس الذي كان على اتصال دائم بالنائبين جهاد الصمد وسامي فتفت وبنا، وقد زودنا بجرافات من اجل فتح الطرقات”.

بدوره، أوضح رئيس بلدية بخعون زياد جمال أن بلديته “قامت بدور أساسي في فتح طرقات المنطقة، من الأوتوستراد إلى جسر بخعون ـ طاران، وطريق حقل العزيمة وبيت جيدة”، لافتاً إلى أن “الأضرار التي تسببت بها العاصفة كبيرة جداً، وهي ستنجلي بعد هدوئها”.

Post Author: SafirAlChamal