بلال مطر إنتصر على الحرب.. فخطفته الطرقات

شيعت طرابلس ومعها التبانة في موكب مهيب جثمان الشيخ محمد مطر الملقب “بلال مطر” الذي توفي مع البنغلادشي الجنسية محمد علي امجد بهيان، جراء انزلاق دراجة نارية كانا يستقلانها عند الاوتوستراد البحري بين طرابلس والقلمون قرب منتجع المنارة، الساعة الواحدة والنصف فجرا.

خبر وفاة بلال وقع كالصاعقة على محبيه وعارفيه وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي ببيانات النعي من فاعليات وشخصيات وقيادات عايشته في فترة “النضال”، حتى من قبل خصومه الذين فجعهم الخبر، فتحدثوا عن خصم “شريف” بقي حتى الساعات الاخيرة من عمره يدافع عما يؤمن به.

بلال مطر عرفه ابناء طرابلس في الكثير من الميادين العسكرية والسياسية مقاتلا شرسا، وهو الذي كان رفيقا للشهيد خليل عكاوي (ابو عربي) ومن المؤيدين للقضية الفلسطينية، قبل ان يعتزل العمل العسكري ويتوجه الى العمل السياسي، فخاض الانتخابات البلدية ونجح في عضوية مجلسها في عهد رئيس البلدية الاسبق الراحل العميد سمير الشعراني، ثم خاض على  الانتخابات النيابية لدورتين، تحت عنوان رفض الظلم محاربة الفساد، وإنصاف التبانة وأهلها وسائر المناطق المحرومة، ولم يحالفه الحظ.

حظي بلال مطر بشعبية بين ابناء منطقته الذين كانوا يجدون فيه الصوت المدافع عن حقوقهم، والمناضل الصادق، لكنه في السنوات الماضيية آثر الانكفاء عن خوض الاستحقاقات الانتخابية وعن المشاركة فيها او التشجيع لهذا الفريق على حساب فريق اخر، وتمترس في جبهته الجديدة خلف صفحته على “الفايس بوك” ناشطا ومحرضا ضد الطبقة السياسية الحاكمة، من دون ان يتخلى عن دوره في المشاركة في بعض الانشطة المطلبية وفي الاعتصامات التي كانت تدعو الى الانماء.

رحل بلال طرابلس تاركا ذكريات في نفوس من عايشه ومن تعرف عليه مؤخراً، فبنى صداقات وراكم من رصيده الشعبي الذي تجسد حضوراً في مأتم تشييعه، ولسان حال العشرات يقول “لم يخطفه الموت على الجبهات وفي المعارك في الجنوب الى طرابلس رغم كل المخاطر التي تعرض لها والموت الذي كان يحيط به في كل ساعة ومن كل جانب، فمات على الطريق ضحية الاهمال والحرمان، وهو الذي كان علق في احد منشوراته عن القهر والظلم وعن الموت الذي يخطف المواطنين على الطرقات”.

Post Author: SafirAlChamal