الكورة: ما حقيقة تعطّل أجهزة مراقبة تلوث الهواء؟… فاديا دعبول

ارتفعت منذ صباح أمس صرخة الناشطين البيئيين في الكورة جراء تعطيل نشر نتائج اجهزة مراقبة الغبار في فيع وقلحات وحامات دون سواهم في لبنان والعالم. وهذه الاجهزة كانت وضعتها الدولة اللبنانية بعد اكثر من ثلاثين سنة من التأخير لفحص نوعية الهواء، بطريقة مستقلة عن شركتيّ هولسيم والسبع. ما طرح العديد من التساؤلات، وفتح الباب على مصراعيه للبحث في الاخطار البيئية المحدقة بالكورة واهلها.

تشير الباحثة والناشطة البيئية سمر كميل النجار الى أن ″الشركات منذ تأسيسها تزود الدولة بنسب كميات الغازات والغبار المنبعثة في المنطقة. وكانت وزارة البيئة قد وعدت في نيسان 2017 بنشر النتائج ″اونلاين″ ولم تفعل، ثم زودت اكثر من منطقة لبنانية بنتائج فحص الهواء باستثناء الكورة″.

وتؤكد انه ما ان نشرنا كيفية الحصول على المعلومات من تطبيق Sensioair العالمي تم بالامس تعطيل النتائج وفوجئنا صباحا بتعطيل الجهاز. وتساءلت هل هو معطل فعلا؟ ولماذا تتعطل جميع اجهزة الكورة في اليوم نفسه وتبقى سائر الاجهزة عاملة في لبنان والعالم؟

ويعرب رئيس جمعية وصية الارض المهندس فارس ناصيف عن اسفه الشديد لعدم رد وزير البيئة على كتاب الجمعية للاطلاع على نتائج شبكة مراقبة جودة الهواء بناء على قانون حق المعرفة. وذلك بعد صدور اول تقرير للشبكة، وتقديمه لزحلة والجنوب وعكار ما عدا الكورة.

وفي حين لم يجزم حقيقة قضية تعطيل الات القياس، شدد على انارتفاع نسبة التلوث في الكورة لا يحتاج الى آلات قياس، رغم دقتها، اذ ان نسبة التلوث عالية جدا، وعلى الدولة واجب إطلاع الجميع عليها، وهي تهدد حياتهم بالخطر.

وفي سياق متصل يركز رئيس هيئة حماية البيئة في شكا بيار ابي شاهين على ان لا مصلحة للشركات كما الدولة باجهزة القياس التي تم تركيبها بعد طول انتظار تحت الضغط. مؤكدا ان نسبة التلوث في الكورة تفوق ال300 في المئة من المعدل العام. والدليل على ذلك الامراض السرطانية واندثار المواسم الزراعية.

ونتيجة عدم التزام شركتي الترابة الوطنية وهولسيم بالشروط المفروضة لاعمال الحفر ونقل الاتربة. قرر مجلس بلدية كفرحزير، بعد ان قامت الشركتان باعمال حفر جائر وعشوائي في منطقة كفرحزير العقارية، بما يهدد صحة الاهالي وبيئتهم، والينابيع والمياه الجوفية، وبعد ان اطلع المجلس على الخرائط المقدمة من الشركتين بما يتعلق باعادة التاهيل والتي لا تتناسب مع الواقع الحالي لهذه الاعمال، وقف جميع اعمال الشركتين في المقالع التابعة لهما في كفرحزير.

كما دعت لجنة كفرحزير البيئية الى عقد مؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم السبت مقابل مقالع الشركات، على طريق عام كفرحزير- شكا، للاعلان عن المستجدات المتعلقة بمصانع اسمنت شكا وتاثيرها على اهل الكورة وترابهم.

هذا وبعد ساعات من ارتفاع صوت البيئيين حول تعطيل اجهزة قياس الغبار، اعلن مصدر مطلع في وزارة البيئة انمشكلة الاجهزة اقتصرت على الارسال وليس من اعطال فيها.

يبقى السؤال الى متى السكوت عن الاخطار البيئية الكورانية؟ وهل الاموال والارباح تعيد الاموات الى الحياة؟.

Post Author: SafirAlChamal