طرابلس تغني مع جورج وسوف.. وجمالي تعزف على وتر الكيدية… عمر إبراهيم

لم يخيّب سلطان الطرب جورج وسوف آمال جمهوره الكبير الذي إحتشد قبل اكثر من ساعتين في معرض رشيد كرامي الدولي بانتظار اطلالته الاولى له منذ نحو عشرة سنوات، ضمن مهرجان عيد الاضحى المبارك الذي نظمته شركة “إيبلان” تحت إشراف مصطفى درباس، والذي يأتي إستكمالا لليالي الفرح التي عاشتها المدينة مع مهرجانات طرابلس الدولية السياحية التي نظمتها جمعية “طرابلس حياة”.

ولم يخيب الجمهور الطرابلسي آمال السلطان وسوف الذي أبهره حماسة محبه وشوقا الى سماعه، وهم الذين تحلقت عيونهم يسرة ويمنة بانتظار صعوده الى المسرح وبدأوا يبحثون عن الطريق التي سيسلكها علهم يشاهدونه ويلتقطون له صورة او يستطيعون الاقتراب منه واخذ صورة تذكارية معه، ما اعطى انطباعا عن مكانة “الوسوف” وحب جمهوره له، وهو شوق بدا متبادلا بين الطرفين فكانت الهتافات له وذكر اسمه “ابو وديع” يرد عليها من قبله بتحيات وتوزيع القبل، والاهم كان برفضه اغلاق الستارة من قبل المنظمين والطلب باعادة فتحها ليكمل مع جمهوره الذي حاول خرق البروتوكول مرارا والوصول اليه على خشبة المسرح لولا تدخل المنظمين الذين نالوا انتقادات من الوسوف للطوق الذي يفرضونه حوله، ودعاهم الى الابتعاد عن المسرح لكي يتسنى له مشاهدة المعجبين. 

وبعيدا عن أجواء الحفل المميز وعن حسن التنظيم، فقد أثبتت طرابلس مرة جديدة أنها قادرة على أن تكون موئلا لأهم وأكبر المهرجانات السياحية، وعلى أن تعيد الحياة الى معرض رشيد كرامي الدولي الذي كان عاش أربع ليال ضمن مهرجانات طرابلس السياحية قبل اسابيع، وليلة من ليالي العمر مع سلطان الطرب، لتؤكد ان لطرابلس حق في ان تعيش وان تفرح مع كل ابناء الشمال وسائر المناطق اللبنانية.

وبدا واضحا أن الطرابلسيين الذين اعتادوا على تخطي الصعاب وتجاوز كل العراقيل وتجاهل مؤسسات الدولة لهم، استطاعوا أن يخلقوا لأنفسهم فسحة أمل من خلال ليالي الفرح التي عاشوها قبل وبعد عيد الاضحى.

يبقى اللافت، هي الكيدية السياسية التي ظهرت بوضوح أمس بحضور النائب ديما جمالي التي كانت قاطعت وتيارها السياسي مهرجانات طرابلس الدولية التي نظمتها جمعية “طرابلس حياة” وفضلت حضور مهرجانات القبيات على مهرجانات مدينتها، الأمر الذي ترك علامات إستفهام حول تعاطي هذا التيار مع طرابلس، ومع أهلها وجمعياتها ونشاطاتها، وحول إستنسابية النائب جمالي في تلبية الدعوات، وهي التي كانت أكدت في حملتها الانتخابية أنها ستخدم كل أبناء المدينة بغض النظر عن إنتماءاتهم، لكن يبدو أن ما حفّز النائب جمالي الى الحضور هو الكلمة التي مُنحت لها وضمنتها وعودا سياسية لم يتنبه لها الجمهور الذي جاء فقط ليسمع سلطان الطرب.

Post Author: SafirAlChamal