أضحى مبارك.. عادات وتقاليد حول العالم… بشرى تاج الدين

أنه عيد الأضحى المبارك، حيث الكثير من الشعائر الدينية التي يقوم بها المسلمون جميعًا حول العالم، على الرغم من أن العيد هو نفسه في كافة الدول الإسلامية إلا أن هناك الكثير من العادات والتقاليد المتعلقة بكل دولة في الاحتفال بهذا العيد.

تحتفل المملكة العربية السعودية في هذه الأثناء بموسم الحج وتهافت الملايين عليها من كل بقاع الأرض، تسعد بخدمة ضيوف الرحمن، وتستقبل العيد بطريقة تقليدية توارثها أهالي المملكة منذ القدم، في الصباح بعد صلاة العيد تجتمع الأسرة أثناء ذبح الأضحية، ومن ثم يؤخذ جزء من لحم الأضحية ليُطهى لوجبة الإفطار وتتشارك الأسرة في تناوله على طاولة واحدة.

تختلف العادات قليلًا باختلاف المناطق ففي الرياض يتم تحضير الحميس على وجبة الإفطار، وهو عبارة عن طبق شعبي محضر من قطع اللحم والكبد والكلاوي والقلب، مضافًا إليها البصل والطماطم والبهار، ويمكن أن يتم تقديم عدد من الأطباق الأخرى أيضًا على طاولة الطعام مثل النواشف والأجبان .

، بشكل خجول بسبب الضائقة الاقتصادية، عيد الأضحى المبارككما يستقبل  اللبنانيون والسبب ايضاً تغير العادات والتقاليد التي كانت تحكم الأسر اللبنانية في العيد، فقد كان الهم الأول عند اللبنانين هو شراء ملابس العيد للأطفال التي كانت تعتبر من أولويات الأسر اللبنانية، أما اليوم فلم تعد هذه العادة من الأولويات وكثير من الاطفال، قد حرموا من تلك المتعة التي يحلمون بها خاصة في الطبقة  دون المتوسطة، في وقت اقتصرت فيه تقاليد  تقديم الأضاحي فقط على العائلات الميسورة.

وعلى الرغم من اختلاف أجواء عيد الأضحى لدى الجاليات والأقليات الإسلامية في الدول الأوروبية عنها لدى الشعوب العربية إلا أن بهجة ذبح الأضحية تظل السمة الأبرز والعامل المشترك الذي يجمع بينهم رغم اختلاف طقوس كل منهم

ونستعرض في سياق السطور التالية أبرز الطقوس التي تمارسها الجاليات الإسلامية في أنحاء متفرقة من دول العالم للاحتفال بعيد الأضحى.

تُعد التجمعات العائلية أحد أهم مظاهر الاحتفال بالعيد في أميركا، حيث يجتمع أفراد العائلة المُفرقون في الولايات المختلفة بمنزل كبير العائلة، ويجتمع الأصدقاء والمعارف من كل مكان ويذهبون للصلاة معاً في المراكز أو المساجد هناك، ثم يتفقون على ذبح الأضحية والقيام بحفلات شواء لتجتمع الأسرة في جو دافئ مليء بالمرح يتناولون فيه الطعام على مائدة واحدة.

كما تعيش في فرنسا أكبر جالية إسلامية في دول الاتحاد الأوروبى أجمع، وثاني أكبر جالية إسلامية في العالم بعد الولايات المتحدة، لذا تجعل الحكومة الفرنسية يوم عيد الأضحى عطلة رسمية، ما يمنح الفرصة للجالية الإسلامية الاستمتاع بالعيد وتأدية كل شعائره وسننه وعلى رأسها ذبح الأضحية صبيحة يوم العيد في أماكن مخصصة لهذا اليوم من كل عام.

ومن أبرز طقوسهم قبل العيد تزيين المساجد والمنازل وإضفاء جو من الروحانيات في البيوت، حيث يجتمع الآباء بأطفالهم ليقصوا عليهم قصة النبى إبراهيم وذبحه لابنه إسماعيل، وكيف أن الله افتداه بالكبش كما جاء في القرآن الكريم.

وتحرص الجالية الإسلامية في بريطانيا على إحياء شعائر عيد الأضحى، وذبح الأضاحي رغم الضغط الذي تمارسه بعض جمعيات حقوق الحيوان هناك، والتي تحاول بشتى الطرق أن تسيء لهذه الشعيرة.

العيد في ألمانيا أقل بهجة رغم أنه يعيش فيها ثاني أكبر جالية إسلامية في أوروبا، فلا تمنح الحكومة الألمانية إجازة لعيد الأضحى، إذ يضطر كثير منهم لمزاولة أعمالهم بشكل طبيعي أيام العيد، وبسبب شروط العمل القاسية لا يمكنهم أخذ عُطلة على حسابهم الخاص.

وتُعد أكبر المشكلات التي تواجه المسلمين في ألمانيا خلال عيد الأضحى هي منعهم من ذبح أضحياتهم كونه أمراً غير قانوني.

يبلغ عدد المسلمين في الصين نحو 20 مليون مسلم، ومن أبرز طقوسهم هناك في عيد الأضحى هو ارتداء الملابس البيضاء المكونة من الجلباب والعمة، والتوجه للمساجد للصلاة وسماع خطبة العيد، ثم يقوم من يستطيع منهم بالذبح وتوزيع لحوم الأضاحي والتزاور، حيث تمنحهم الحكومة إجازة في هذا اليوم.

ومن الطقوس الطريفة للاحتفال بعيد الأضحى في الصين لعبة “خطف الخروف”، حيث يتسابق الشباب على ظهور الخيل من أجل التقاط “خروف العيد”، وتنتهي اللعبة بإعلان الفائز الذي استطاع التقاط الخروف في أقل وقت دون أن يسقط، وبعد الانتهاء من اللعب تجتمع الأسرة لتلاوة القرآن الكريم والأدعية ثم الصلاة، بعدها يقوم إمام المسجد بذبح الأضحية وتقسيمها إلى ثلاثة أجزاء بحسب الشريعة.

في اليابان يحتفل المسلمون بالعيد بشكل أساسي من خلال أداء صلاة العيد، التي كانت حتى وقت قريب تُقام في المساجد، لكن مؤخرًا سمحت الحكومة اليابانية للمصلين بأداء صلاة العيد في الملاعب الرياضية والحدائق والمتنزهات، وهو ما زاد من فرحتهم بالعيد الذي تحول إلى وسيلة مهمة من وسائل الدعوة للإسلام.

Post Author: SafirAlChamal