أكثر من مليونيّ حاج يؤدون الركن الأعظم على صعيد عرفات

أكثر من مليوني شخص من مسلمي العالم ، ينتمون الى ١٨٩ جنسية، ويتحدثون لغات مختلفة، حطوا رحالهم جميعا اليوم على صعيد عرفات لتأدية الركن الأعظم من أركان فريضة الحج، بعدما تراجعت حدة العواصف والأمطار التي ألحقت أضرارا بكثير من الخيم والمنشآت لا سيما في جبل عرفات.

لم ينظر حجاج بيت الله الحرام الى أجناسهم ولا الى ألوانهم ولا الى مذاهبهم، ولا الى طرق عباداتهم ولا الى خلافاتهم، بل تحللوا من كل ذلك، ووضعوا عنهم الفتن التي يحيكها أعداء الامة وتهدد امنها ومستقبلها، بعدما تخلوا عن المصالح الدنيوية وأتوا جبل الرحمة مهللين مكبرين بلغة واحدة لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. 

عبارة لخصت  معاني الوحدة الاسلامية التي تتجلى في هذا اليوم من كل عام والذي ينفك فيه الاسلام عن السياسة فيظهر نقيا طاهرا على المحجة البيضاء  يتعاون أهله في ما بينهم ويعبد كل منهم ربه على طريقته دون ان يفسد ذلك شيئا في جوهر الدين او ان يؤدي الى فتن بين المختلفين في المذاهب الذين يتزاحمون الكتف الى الكتف ويتعاونون على تأدية المناسك ابتغاء مرضاة الله.

مع شروق شمس اليوم بدأ ضيوف الرحمن بالتوجه الى صعيد عرفات وسط اجواء إيمانية وروحانية يغمرها الخشوع بمشهد الملايين في مكان واحد يفيضون من كل حدب وصوب ويغطون بثياب الإحرام البيضاء كل المساحات المتوفرة وأسطح الابنية وكل موطئ قدم يتوفر.

ويواكب قوافل ضيوف الرحمن الى مشعر عرفات الطاهر أجهزة أمنية سعودية من مختلف القطاعات، وكشفية وصحية وطبية أحاطت طرق المركبات  ودورب المشاة لتنظيم تحركاتهم حسب الخطط الموضوعة من قبل المعنيين لتفويج الحجيج وإرشادهم وتامين سلامتهم من خلال تامين انسيابية المرور ومرونة الحركة،  فيما جابت مروحيات سلاح الجو السعودي اجواء جبل عرفات لمتابعة مواقع الحجاج والتأكد من سلامة تنفيذ خطط المرور الموضوعة.

وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتيّ الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة وحوله اقتداء بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).

من المنتظر أن تبدأ جموع الحجيج نفرتها الى مزدلفة مع الغروب، لتأدية صلاتي المغرب والعشاء، والمبيت حتى الفجر، ومن ثم الانتقال الى جمرة العقبة ورمي الجمرات وبعدها طواف الافاضة إيذانا بانتهاء مناسك الحج.

في غضون ذلك شهدت الكعبة المشرفة ورشة عمل لتبديل كسوتها وذلك في كل يوم عرفة من كل عام.

Post Author: SafirAlChamal