طرابلس عشية العيد: الوضع السياسي وموسم المدارس ينعكسان شللا على اسواقها… عمر ابراهيم

لم يعد الركود التجاري والاقتصادي في طرابلس أمراً مستجداً، خصوصا في فترة الاعياد،  بل أصبح خبزاً يومياً مراً يتجرعه التجار وأصحاب المؤسسات الاقتصادية الذين يعانون الأمرين جراء الأوضاع السياسية، والاجتماعية، والمعيشية الضاغطة، وغياب اي خطة انقاذية من قبل الدولة التي لا تزال غائبة عن معاناة العاصمة الثانية، ما يهدد بمضاعفات سلبية على المدينة التي تعاني اسواقها عشية عيد الاضحى المبارك من شلل شبه تام، وربما زاد من وطأته اقتراب موسم المدارس وانشغال البسطاء من ابناء المدينة في تامين الاقساط وثمن الكتب والقرطاسية ومستلزمات العام الدراسي.

قد لا تختلف معاناة طرابلس عن معاناة سائر المدن اللبنانية على صعيد الركود الاقتصادي لجهة الأسباب العامة المتعلقة بتأخير تشكيل الحكومة، وحجم التضخم وقلة السيولة، وعدم وجود الرقابة الكافية على الأسعار التي تتفلت من عقالها من دون حسيب أو رقيب، فضلاً عن تصريحات بعض السياسيين عن الأزمة المالية.

لكن ما يضاعف من حجم المعاناة في طرابلس هو أن العاصمة الثانية لم تعد سوقاً استهلاكيا لعدد من الأقضية الشمالية التي وصلت الى ما يشبه الاكتفاء الذاتي، وهي تعتمد اليوم فقط على أبنائها من الطبقتين الوسطى والفقيرة، (لكون الطبقة الغنية تشتري حاجياتها أيضا من خارج المدينة) كما تعتمد على امتدادها الاستراتيجي في مناطق الضنية والمنية وبعض قرى عكار، التي بات أهلها يحسبون ألف حساب لكلفة الانتقال الى المدينة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وزحمة السير، بالاضافة إلى أن طرابلس تكاد تكون الأكثر تأثراً بالأزمة السياسية التي تنعكس سلباً على مشاريعها المتوقفة وعلى مرافقها المشلولة من معرض ومصفاة ومطار، باستثناء مرفأ طرابلس الذي يشهد ازدهارا.

كل هذه الامور ساهمت في تراجع حركة الاقبال على الاسواق في وسط المدينة، وتحولت حركة بعض الزبائن الى الاسواق الداخلية بحثا عن الاسعار الارخص وعن الضروريات التي يمكن الاستفادة منها في التحضيرات لاستقبال العام الدراسي، في حين فضلت عائلات كثيرة الاحجام عن شراء الالبسة او الاكتفاء بما تيسر وادخار ما امكن من الاموال  لانفاقها على اولادهم، وسط مخاوف من استمرار الازمة السياسية وانعكاسها مزيدا من الشلل االاقتصادي.

واذا كان معظم التجار في الاسواق على معرفة مسبقة بكيفية الحركة في الاسواق لا سيما في عيد الاضحى الذي يتزامن قدومه مع اقتراب الموسم الدراسي، الا انهم اكدوا ان ما يضاعف من حركة الشلل هو الوضع السياسي المتازم على خط تشكيل الحكومة.

لكن للمواطنين مواقف اخرى، فهم بالنسبة لهم ونتيجة الوضع الاقتصادي الضاغط يبحثون عن التوفير قبل النوعية، ولهم عتب على التجار الذين تتفاوت اسعار بضائعهم بين سوق واخر، لدرجة تدفعهم الى بذل مجهود مضاعف لتخفيض الاسعار، ومنهم من ينتظر الساعات الاخيرة عشية العيد عله يحصل على السعر الذي يناسب ميزانيته. 

 

Post Author: SafirAlChamal