ذبابة الزيتون تهدد مزارعي الكورة بمواسمهم.. وتزيد معاناتهم… فاديا دعبول

ما كاد يقترب موسم قطاف الزيتون حتى بدأت حباته تتساقط، جراء اصابتها بمرض ذبابة الزيتون التي تفتك بالكروم، وترتد خسائر بالغة على المزارعين الذين ارتفعت اصواتهم المطالبة بانقاذ ما تبقى من الموسم ″الماحل″ هذا العام.

وتجاه ذلك كتب نائب الكورة فايز غصن على صفحته  الخاصة على الفايسبوك: ″لم يكن ينقص معاناة اهلنا في الكورة من انقطاع المياه والكهرباء سوى ان تضرب آفة زيتونهم ومصدر رزقهم الوحيد. لقد اضرت هذه الحشرة بالمواسم واستمرارها ينذر بخسائر فادحة ولعل هذه الصرخة تصل سريعا الى اذان المعنيين فيسارعون لانقاذ ارزاق اهلنا وابنائنا والتخفيف من معاناتهم″.

كما اطلق المهندس الزراعي رولان العنداري صرخة استغاثة ″لانقاذ الزيتون من الذبابة التي تهدد الموسم من ناحية النوعية اولا والانتاجية ثانيا″.

ودعا العنداري المزارعين الى رش حقولهم لمكافحة هذه الذبابة، بشراء المبيدات المتوفرة باسعار مقبولة، لاسيما ممن تخلفوا عن الرش الشهر الماضي، حيث ان عملية المكافحة ممكنة في تموز وآب وايلول، رغم ان الذبابة استفحلت بالزيون بشكل مبكر، وظهرت بشكل لافت لعدم حمل الموسم. مؤكدا ان في تساقط الحبات خسارة كبيرة على المزارع في الكمية، وفي حال عصرها تدني في نوعية الزيت”، مهيبا بالتعاونيات الزراعية “مساعدة المزارعين وارشادهم لعملية الرش الصحيحة وعدم تحميل وزارة الزراعة المسؤولية دوما.

هذا وكان مجلس انماء الكورة قد قام منذ سنوات طويلة، بتوزيع مصائد على سبيل البحث لتبيان ظهور اول جيل للذبابة، وقد سجلت في 14 تموز في كفرحاتا. وإثر ذلك، عمل على اعداد نشرتين، للتوعية على المكافحة، وتوزيعها للمزراعين. واصدر توصيات عدة اهمها وفق رئيس المجلس المهندس جورج جحى العمل عل مكافحة شاملة، ومنذ مطلع  شهر تموز للقضاء على الجيل الاول او الامهات، ما يساهم في حل المشكلة بنسبة 80 في المئة.

ويؤكد رئيس لجنة الزيتون في اللقاء الوطني للهيئات الزراعية في لبنان جورج قسطنطين العيناتي ان الذبابة تضرب موسم الزيتون نظرا للتغيير المناخي في الكورة وجوارها، المرتبط بحفريات شركات الاسمنت التي قضت على التوازن الطبيعي. مشيرا الى ان غالبية المزارعين لا يتمكنون من رش حقول الزيتون بسبب عدم تصريفهم زيت المواسم السابقة، حيث ان تراجع الخدمات الزراعية تؤدي الى زيادة انتشار الذبابة وتراجع الانتاج.

ويشدد احد كبار الملاكين في كفرحزير يعقوب ابراهيم وهبة على انه كان يضع سموما داخل اقفاص مطلع الشهر الماضي لمكافحة ذبابة الزيتون او ما يسمى بذبابة البحر المتوسط، في حين كان البعض يعمد الى الرش. الا انه أسوة بالكثير غيره لم يعمل على مكافحة ذبابة الزيتون هذه السنة لاسباب عديدة، لاسيما ان ذبابة واحدة من خلال يرقاتها التي تقدر بمليوني يرقة قادرة على القضاء على شجرتيّ زيتون.

وفيما يحاول سيزار جبور وهو من كبار ملاكي الزيتون في كفرعقا انقاذ موسمه بالرش رغم ضعف انتاجيته هذه السنة، يؤكد ان لا ثقة كاملة بمدى فعالية المبيدات التي تباع في الاسواق، كما أن غياب المكافحة الكاملة للمنطقة لا يساعد بالقضاء على الذبابة بشكل فعال.

ازاء ذلك اعلنت مسؤولة المركز الزراعي في الكورة المهندسة مروة حمود ان الكورة رُصد لها ما يقارب الـ 13 الف مصيدة، وسيتم توزيعها على المزارعين حين استلامها بعد عيد الاضحى، رغم عدم امكانية توزيع المادة الجاذبة لعدم الحصول عليها رغم الانتظار واستفحال هذه الآفة.

Post Author: SafirAlChamal