وفاة طفل في مستشفى الخير: خطأ طبي أو مضاعفات؟… ساندي الحايك

ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر وفاة الطفل لؤي محمد الأحمد، في مستشفى الخير في المنية، إثر خضوعه لعملية جراحية في عينه.

صبّ الناشطون المنياويون جام غضبهم على المستشفى خصوصاً أنها ليست الحالة الأولى التي تُسجل فيه، لدرجة ذهب بعضهم إلى حد تسميته: “مستشفى فوت وموت”.

لؤي طفل سوري لم يتجاوز عمره السنتين ونصف السنة. أُصيب بجرح في بؤبؤ عينه أثناء لعبه مع أخيه الأصغر سناً. في البداية ظن أهله أن الجرح طفيف ولكن مع ازدياد أوجاع الصغير عرضوه على طبيب مختص في المستشفى الإسلامي في طرابلس وفق ما يروي عمه عبد المعين الأحمد لـ”سفير الشمال”.

يوضح الأحمد أن “الطبيب أبلغنا أن لؤي يحتاج إلى غرزة في عينه وأن وضعه ليس خطيراً، وأن العملية الجراحية لن تستغرق وقتاً، إلا أن المستشفى طلبت لإجرائها مبلغاً كبيراً من المال لا تغطيه هيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لذا فضّلنا نقله إلى مستشفى الخير في المنية التي يجمعه عقد تعاقد مع الأمم”.

ويضيف: “دخل لؤي غرفة العمليات بوجهٍ بشوشٍ متوقعاً أن يتخلص من أوجاعه ويعود للركض واللعب كسابق عهده، إلا أن شيئاً ما حدث أثناء العملية حوّله جثةً هامدة”.

حتى الساعة لم يفهم ذوو لؤي ماذا حدث، خصوصا وبحسب العائلة، فإن المستشفى أبلغهم أنه لم يستفق من البنج من دون أن يوضح لهم أية تفاصيل أخرى”.

من جهتها تؤكد إدارة المستشفى أن ما حدث هو مضاعفة طبية وليس خطأ طبيا. ويسرد المدير الطبي الدكتور إبراهيم مقدسي رواية المستشفى بالقول: “إن الطفل لم يأت إلى قسم الطوارئ في المستشفى، بل جاء إلى عيادة الطبيب المختص وعلى الأثر تم تحديد نوع العملية الجراحية التي يحتاجها، ولكن أثناء الجراحة تبيّن أن الطفل يعاني من نزيف حاد في عينه وارتجاج في الدماغ ومضاعفات في الرئتين ما نتج عنه مضاعفات أثناء العملية أدت إلى وفاته”. وهو الأمر الذي ينفيه ذوو الطفل مشددين على أنه كان بصحة ممتازة وحركته طبيعية.

المفارقة أن الطاقم الطبي اكتشف ما يعاني منه الصغير بعد وفاته وليس قبلها، لأن الصور الشعاعية والفحوصات المطلوبة أجريت له بعد أن قضى ميتاً بغية معرفة سبب الوفاة.

ما حدث مع لؤي يطرح علامات استفهام كثيرة حول آداء المستشفى ويفرض على نقابة الأطباء ووزارة الصحة العامة فتح تحقيق يوضح للرأي العام في المدينة حقيقة الأمر، كما أن هذه الحادثة تفتح باب الملف الصحي في المنية على مصراعيه، خصوصاً أنه يوجد في المدينة مستشفى حكومي يحتاج إلى التفاتة من الدولة نحوه لرفع السقف المالي المخصص له بحيث يتمكن من تلبية احتياجات المواطنين.

Post Author: SafirAlChamal