متى سيلتقي التيار الوطني والقوات مجدداً؟… مرسال الترس

لا يختلف اثنان على أن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية تشبه خط الكهرباء.. إذا احتك السالب والموجب ببعضهما أحدثا انفجاراً يدفع ثمنه عادة المجتمع المسيحي، واذا افترقا شكلا عبئاً على المجتمعين المسيحي واللبناني. أما إذا شاءت الاقدار وتعاونا لبعض الوقت فانهما لا يساعدان على إنارة مصباح في ديجور علاقتهما، بل يعملان على إلغاء الآخرين!.

بعد فشل التركيبة التي كانت قائمة في لبنان منذ الاستقلال حيث أدّت الى ثورة في العام 1958 وحرباً مفتوحة في العام 1975 ما عدا الصراعات مع الفلسطينيين ما بين الاعوام 1969 و1973 جاء اتفاق الطائف ليفرض معادلة جديدة تقوم على منح مجلس الوزراء مجتمعاً السلطة في لبنان، وهو ما جرى تكريسه في اتفاق الدوحة في العام 2008 الذي أعطى دوراً أكبر للطوائف والمذاهب في التحكم بصيغة الحكم في لبنان (على طريقة حكم اللويا جرغا في افغانستان: أو بمعنى أدق تفاهم القبائل)، حتى بات لكل طائفة أو مذهب في لبنان حق الفيتو وأي إبتعاد لأي منهم عن السلطة يشكل أزمة نظام!.

وهذا ما يحصل الآن في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية التي تقبع منذ نحو ثلاثة أشهر في ثلاجة الانتظار بدون أي أفق للحل، نظراً لضياع المسؤولية عن ذلك بين الضغوط الخارجية المرتبطة بالصراعات الاقليمية والدولية. وبين التجاذبات الداخلية والتي يبرز منها شد الحبال القائم بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية حول حصص كل منهما في الجبنة المسيحية.

الجميع يدرك جيداً أن خلاف الطرفين قد أدخل المجتمع المسيحي في دوامة خلافات عامودية ودموية حتى داخل الاسرة الواحدة، ناهيك عن التجاذبات السياسية والتوجهات الاستراتيجية المتناقضة.

حتى حل العام 2016 ليحمل تضارب وتقارب مصالح الطرفين على تخريج اتفاق نيات بات يُعرف باتفاق معراب من أجل تسهيل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية انطلاقاً من أن المسألة تخدم استراتيجية الطرفين، ولكن كلٌ من وجهة نظره. ولذلك تم تسخير الاعلام للتهليل والمناصرين للتصفيق واطلاق القبلات وشعار اوعا خيّك، ولكن كل ذلك لم يعمر سوى أشهر قليلة كانت كافية لبدء ظهور الخلافات من جديد على تقاسم الحصص وتبادل الاتهامات حول الاخلال ببنود الاتفاق.

اليوم كل المراقبين والمتابعين يلمسون حصول ما يشبه حرب إبادة بين الطرفين، لأن لكل منهما استراتيجية مناقضة للمرحلة المقبلة التي من ضمنها انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2022. حتى بات اللقاء بين رأسي الهرمين أي سمير جعجع وجبران باسيل من سابع المستحيلات نظراً لفقدان الثقة بينهما.

صحيح أن عرابيّ اتفاق معراب وزير الاعلام ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان يسعيان الى رأب الصدع الحاصل. وفي هذا السياق يقول كنعان: إن إعلان نيات اتفاق معراب ينص على  التحالف عند التلاقي والتنافس عند الاختلاف من دون الغاء أي طرف للاخر. ويضيف: استطعنا تجاوز خلافات ثلاثين سنة، وما يحصل حالياً يمكن كسره. ولكن السؤال الذي يلح عليه كثيرون هو هل هذا الكسر يمكن أن يحصل في المدى المنظور ويساهم في الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة أم أنه سيتطلب ثلاثين سنة أخرى، مع ما قد يصاحبها من تداعيات!؟.

مواضيع ذات صلة:

  1. هل يجرؤ التيار ″البرتقالي″ على الانتقال الى المعارضة!؟… مرسال الترس

  2. هل تدرك القيادات المسيحية حجم الاحتقان والعدوانية في شارعها؟… مرسال الترس

  3. من ″قداسة″ سمير جعجع الى ″شيطنة″ جبران باسيل… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal