لهذه الأسباب.. الحكومة ما تزال في علم الغيب… غسان ريفي

يصح القول في الحراك الذي يقوم به عرابو تشكيل الحكومة لا سيما الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل: ″أسمع قرقعة ولا أرى طحينا″، فالتواصل مستمر والأجواء إيجابية، والتفاهم موجود، لكن الحكومة ما تزال في مخاضها العسير، وهي باتت تحتاج الى دفع إقليمي يترجم بتنازلات محلية بين الأطراف المتصارعة على التمثيل الحكومي.

كل المعلومات تشير الى أن الرئيس سعد الحريري قدم حتى الآن ثلاث تشكيلات حكومية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي:

الأولى: ثلاثينية، تضم 9 وزراء من حصة التيار الوطني الحر مع رئيس الجمهورية، و5 وزراء للقوات ووزير للمردة، وخمسة وزراء سنة وواحد مسيحي لتيار المستقبل (ضمن التبادل م رئيس الجمهورية)، وستة وزراء للثنائي الشيعي و3 وزراء دروز للحزب التقدمي الاشتراكي، لكن هذه التشكيلة قوبلت بالرفض خصوصا في ما يتعلق بتمثيل القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي.

الثانية: تضم 24 وزيرا 8 من حصة الوطني الحر مع رئيس الجمهورية، و3 للقوات وواحد للمردة، أربعة وزراء سنة وواحد مسيحي للمستقبل، وخمسة وزراء للثنائي الشيعي، ووزيران للحزب التقدمي الاشتراكي، لكنها أيضا لم تلق تجاوبا من الأطراف المعنية.

الثالثة: ثلاثينية، تضم ثلاث عشرات، أي عشرة وزراء من حصة التيار الوطني الحر مع رئيس الجمهورية، عشرة للمستقبل والقوات اللبنانية، وعشرة للثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي والمردة.

تشير المعلومات الى أن صيغة الثلاث عشرات وجدت تجاوبا من قبل رئيس الجمهورية وهو طلب من الحريري التشاور مع جبران باسيل الذي زار بيت الوسط وأبدى تجاوبا تجاه التشكيلة المطروحة، ما أشاع الأجواء التفاؤلية، لكن شروط باسيل بأن لا تحصل القوات على حقيبة سيادية ولا على منصب نائب رئيس الحكومة، فضلا عن رفضه إعطاء الحصة الدرزية كاملة الى الحزب التقدمي الاشتراكي، أطاح نوعا ما بتشكيلة الثلاث عشرات، وأعاد الأمور الى المربع الأول، خصوصا في ظل طرح القوات لجهة حصولها على خمسة وزراء بأربع حقائب وازنة مع وزارة دولة، من دون حقيبة سيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة، أو قبولها بأربعة وزراء شرط أن يكون من ضمنهم وزارة سيادية أو منصب نائب الرئيس.

وكذلك الحال بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي حيث رفض وليد جنبلاط صيغة وزيرين من الحزب مع وزير درزي حيادي مقبول من جميع الأطراف يرضى عنه، كما رفض صيغة الوزيرين الدرزيين والوزير المسيحي، وأبلغ الجميع بأنه لا يقبل إلا بالحصة الوزارية الدرزية كاملة.

هذا الواقع يضع قطار التشكيلة الحكومية أمام طريق مسدود بانتظار أن تتقدم الأطراف المعنية بتنازلات من شأنها أن تخرق هذا الجدار وتصل الى ولادة الحكومة، وقد بدا واضحا من كلام  الحريري مع الاعلاميين قبل دخوله الى إجتماع كتلة المستقبل النيابية أمس، أن عملية التأليف تراوح مكانها، وأن لعبة عض الأصابع مستمرة، وأن على من يتشبث بموقفه أن ينتظر الى أن يفرجها الله.

تشير مصادر سياسية الى أن الحريري قدم ما لديه من إقتراحات حتى الآن، وهو يقف اليوم أمام سلسلة من الخطوط الحمر حيث لم يعد بمقدوره تقديم أية تنازلات إضافية قد تحرك الشارع السني ضده، كما ليس بمقدوره التخلي عن القوات وعن الحزب التقدمي الاشتراكي خشية الغضب السعودي، فضلا عن الأزمة الأساسية التي ترهق كاهله، وهي العلاقات اللبنانية السورية بعد فتح معبر نصيب، كل ذلك يجعل تشكيل الحكومة في علم الغيب، بانتظار تنازلات محلية بإشارات إقليمية، أو حدث إقليمي يبدل من التوازنات السياسية في المنطقة يترجم نفسه لبنانيا، وهذه الأمور قد تحتاج الى أشهرعدة..

مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري- باسيل.. على ماذا كل هذا التفاؤل؟…غسان ريفي

  2. إنذار جمهوري للحريري.. يضعه على المحك… غسان ريفي

  3. الحريري بين سندان العهد ومطرقة بن سلمان… غسان ريفي

Post Author: SafirAlChamal