سفير الشمال تفتح ملف سوق الذهب.. الصائغ سامر حسون: تطوير السوق بات ضرورة… إسراء ديب

لا يبدو الصائغ سامر حسون متشائماً من الوضع الاقتصادي الذي يُؤكّد كثير من الصائغين في سوق الذهب أنّه سيء جدًا مقارنة مع السنوات الماضية، حيث يرى أنّ الحالة الاقتصادية تتجه إلى مزيد من التحسن ليس على مستوى مهنة بيع وشراء الذهب والمجوهرات فحسب، بل على مستوى كلّ المهن الأخرى أيضاً.

لا يُخفي حسون أنّ الحركة في السوق لم تعد كالسابق، ولكنّه في الوقت عينه يصف العمل في هذه المهنة بأنّه يتعرّض للكثير من ″المطبات″ وهو ما يراه طبيعيًا وروتينياً على كلّ المستويات، فقد يُقبل النّاس على البيع والشراء خلال فترة من الفترات، ولكن في فترة أخرى قد لا تجد أحدًا منهم، مُشدّدًا على ضرورة الحفاظ على الوضع الأمنيّ السليم والقويّ مع وجود القوى الأمنية والجيش اللبناني، لا سيما بعد الأوضاع الأمنية التي أدّت إلى مخاوف لدى النّاس في وقت سابق من السوق.

حسون الذي ورث هذه المهنة عن والده الصائغ طه حسون منذ أكثر من عشرين عامًا، أحبّ هذه المهنة التي تعلّمها على مراحل، إذْ كان موظفًا عند أبيه في البداية، وبعد سنوات عدّة تمكّن من استلام المحلّ بعدما احترف القدرة على البيع والشراء.

قد يكون تعلّق حسون بهذه المهنة ومحبّته لها، مرتبطًا بشكلٍ أساسيّ بمحبّته لوالده، إذ يُبدي أنّ والده كان وما يزال مثله الأعلى إنْ كان على المستوى المهنيّ، أو على المستوى الأخلاقيّ، ويقول لـ سفير الشمال: إن والدي وجد فيّ رغبة كبيرة في  تحمّل المسؤولية، آملًا منّي كل الخير فوجده، لهذا السبب سلّمني مفاتيح هذا المحلّ بكلّ إيجابية وفرح، منذ أن كنت في الثامنة عشرة من عمري.

يُبدي حسون رغبته الكبيرة في تعليم ابنه المهنة عبر اختصاص تصميم المجوهرات، الأمر الذي يدفعه إلى الدّفاع عن أهمّية الحفاظ على السوق والسعي بشكلٍ أساسيّ إلى تطويره وتحسينه، ويضيف: إنّ سوق الذهب هو سوق أثريّ، وهناك الكثير من السياح والمغتربين الذين يرغبون في زيارته واكتشاف مزاياه الجميلة، ولكن من الضروريّ وضع مواقف للسيارات، وحمّامات عمومية، وغيرها من المشاريع التي تريح السائح وتجذبه للبقاء في السوق بشكلٍ أكبر، خاصّة أنّ عملية إزالة البسطات وغيرها من الإجراءات الأمنية كان لها دورًا فاعلًا في تحسين صورة السوق.

لا ينكر حسّون أنّه أوّل من كان اتبع طريقة وضع موظفين على أبواب المحلّ، ولكنّه يؤكّد أنّها لم تكن يومًا بهدف إجبار النّاس بالقوّة على الدخول إلى المحل، بل كانت لها مآرب مختلفة، فهناك خشية من وقوع سرقات مثل، أخطاء في الحسابات، فقد ينسى الزبون أيّ شيء عندي في المحلّ، فيتبعه الموظف… ولكن عمّا يخصّ وضعه في الخارج للإقناع، فهو أمر لا بدّ منه لجذب النّاس بطريقة لائقة غير منفّرة، لأنّ النّفور الذي يحدث يكون نتيجة الأسلوب المتّبع، فالأسلوب حين يكون محترمًا لن يزعج أحدًا أبدًا.

وعن النّقابة ودورها في السوق، يقول حسّون: النّقابة لها فائدة وقيمة كبيرتين، ولكنّها ليست عصا سحرية لحلّ الأمور والثغرات، من هنا لا بدّ من تفعيلها بشكلٍ أكبر… أمّا عن المشادات التي تحصل نتيجة وضع موظفين على الأبواب، فالحلّ لن يكون بالقوّة والإكراه اللذين قد يُحدثا مشاكل عدة، بل من الأفضل التحدّث والاجتماع مع كلّ الصائغين بغية الاتفاق وإيجاد حلّ مناسب يتوافق عليه الجميع، لا بفرض الآراء على أحد.

samer

Post Author: SafirAlChamal