البترون: مرملة جديدة تنهش طبيعة تنورين… لميا شديد

يبدو أن الفلتان البيئي بلغ مداه، وإحترام القوانين والقرارات الصادرة عن الجهات الرسمية المعنية أصبحت في خبر كان، ففي الوقت الذي تئن فيه جبال البترون من نيران الحرائق التي تلتهم غاباتها وطبيعتها، ها هي ازمة المرامل تعود الى تنورين بعد الوقوف في وجه مشروع استخراج الصخور من جردها.

ما يحصل ربما هو نوع من التذاكي على القوانين والقرارات وهناك من يتلطى وراء قرارات تنص على شيء ويتم استغلالها لأعمال أخرى، الصرخة التنورية تعلو من جديد وهناك من يقف بالمرصاد لأي مشروع يضرّ بالبيئة والطبيعة والثروات الطبيعية التي تتميز بها تنورين.

بالأمس إنشغل الأهالي بقضية جديدة، وبمرملة جديدة أطلت برأسها على جبال تنورين تحت غطاء رخصة استصلاح أرض لها شروط محددة لم يتم الالتزام بها. فاستصلاح الاراضي واضح ويعني التصليح وليس التشويه أو التخريب من خلال الالتفاف على القوانين.

يؤكد سايد فاضل عن لجنة متابعة الملفات البيئية في تنورين أن المرملة تعمل بطريقة غير شرعية وخارج إطار اي موافقة او قرار باستخراج الرمول، إنما يتم استغلال قرار باستصلاح أرض وما يحصل هو حفر الرمول واستخراجها من العقار موضوع الاستصلاح وها هي الشاحنات ذهابا وايابا لنقل الرمول وبيعها خارج تنورين علما ان البلدية اصدرت قرارات واضحة في هذا المجال ومنعت بيع الرمول خارج تنورين.

ويقول: المرملة تنهش بيئة تنورين وجبالها ونحن لن نقبل بذلك ولن نوفر اي جهد للتصدي لهذه المجزرة الجديدة بحق تنورين وطبيعتها، وسنكمل الملف بالمستندات  للتقدم بشكوى ضد الذين أساؤوا استعمال الرخص لدى الجهات القضائية المختصة، وسنثير الموضوع عبر الشاشات التلفزيونية وكل وسائل الاعلام لكي نسلط الضوء على مرتكبي الجرائم بحق تنورين لأننا نحن نبذل كل ما بوسعنا لترميم ما خربته يد الاجرام البيئي وبالتعاون مع الحركة البيئية اللبنانية وضعنا خطة لاعادة ترميم طبيعة تنورين. ومرة جديدة نناشد كل المسؤولين للوقوف بجانبنا لحماية بيئتنا وطبيعتنا في كل منطقة تنورين العقارية  بما فيها بلعه وحريصا وشاتين.

واصدرت لجنة المتابعة بيانا استنكرت فيه ما يحصل ورأت أنه ما أن يُقمع تعدٍ، حتى تبدأ فصول جديدة من التعديات أشدّ شراسة وفتكا بالبيئة التنورية واللبنانية بشكل عام، وكأن الأمور سائبة وشريعة الغاب سائدة. هذه المرة وبرعاية وزارة الزراعة وبغفلة عن وزارة البيئة مُنحت عدة تراخيص استصلاح أراضٍ زراعية مشبوهة، الهدف منها حفر  مناطق جديدة واستخراج الرمول لبيعها بعد تجميعها. وتبدأ الأعمال ويبدأ الفتك بالمناظر الخلابة بواسطة أشرس وأعتى آلات الفتك دون أي حسيب أو رقيب ودون أدنى تخطيط أو دراسة على أساس ان الفوضى تعشش في النفوس وغدت هي القاعدة فانقلب الدرع رمحًا فتّاكا.

واضافت اللجنة: كل ذلك يحصل تحت أنظار السلطات المحلية من أمنية ومدنية، من دون أن تتحرك الضراغم وتضع حدًا لهذه التجاوزات والتعديّات السافرة على أساس أن فلانا وعلتانا عندهم العلاقات النافذة مع الأجهزة والسلطة القوية، ويمونوا على القائمقام والمحافظ والمدراء العامين والقادة وعلى علاقة أكثر من جيدة مع الأحزاب الطامعة بأصواتهم…

اليوم نرفع الصوت عاليا ضد هذه التجاوزات المقيتة طالبين من أصحاب الصفة الإيعاز بإيقاف الأعمال في هذه المرامل المخالفة وسحب الآليات منها فورا وختمها بالشمع الأحمر.

من جهته يقول رئيس بلدية تنورين المهندس بهاء حرب: ما يجري في خراج بلدة تنورين هو أمر مرفوض بشكل تام منا كمجلس بلدي وكأهالي. اليوم تنورين في حالة من الاستنفار بعد إعلاننا المواجهة والتصدي لاي مشروع يلحق الاذى ببيئة تنورين وطبيعتها، ولن نتراجع أو نتهاون.

ولفت حرب الى أن المرملة تعمل من دون أية تراخيص او موافقة علما أننا كبلدية أصدرنا قرارا واضحا يمنع الاستخراج العشوائي للرمول والصخور، وذلك انطلاقا من حرصنا على ثرواتنا الطبيعية. مؤكدا أن الموضوع قيد المتابعة في سبيل اتخاذ الاجراءات اللازمة.

Post Author: SafirAlChamal