في موعده السابع عشر… جورج يمين يليق به الفرح

“غنّيت اهدن ردّ ع صوتي القمر ورقصت نجوم الليل ع غصون الشجر”، هكذا كتب جورج يمين عام 1984، وأمس تهادت غصون اشجار دير مار سركيس وباخوس الاثري في اهدن على انغام كلماته، فكان موعدٌ سابع عشر مليئاً بالفرح كيف لا وجورج يمين “يليق به الفرح” حتى في غيابه.

موعد مع الموسيقى ارادته رئيسة جمعية جورج يمين الثقافية الزميلة ماريا يمين، فكانت امسية “قصائد مغنّاة”  قدّمتها “فرقة التراث الموسيقي العربي” بقيادة الدكتور هيّاف ياسين وحضرها الى جانب عائلة الراحل الوزيرين السابقين يوسف سعاده وروني عريجي، رئيسة جمعيّة الميدان ريما سليمان فرنجيّة، رئيس بلدية زغرتا اهدن الدكتور سيزار باسيم،  نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور  كمال معوّض، رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب ابراهيم بو راجل، وجمع من اهل الثقافة والفن والدين والاعلام.

وبعد كلمة ترحيبية حيّت رئيسة الجمعية ماريا يمّين والديها وقالت “أخصّ بالتحيّة هذا العام وجهَين منحا جورج يمّين الحب ووَلدَي رامي وماهر  كلَّ الحب، ويواكبان الموعدَ السنوي بهمِّ التفاصيل، لأبي بدوي جبّور يمّين وأمّي ليلى يوسف سعاده  أقول: إنَّ وجوَدكما إضافةُ حياةٍ وضوء، أطال الله عمرَكما”، لتتوجه الى جورج رفيق العمر والدرب بالقول “18 سنة مرّت على رحيلك جورج يمّين وأنت باقٍ حينَ تحاصرني رتابة الحياة أرى نفسي أستعيدُ أحلامَنا الكثيرة وأرسم وجهَك كي يُضيء عتمةَ الدّروبِ، وما زلتَ في بيتِك تكتبُ معي كلّ كلمة وتُحيكُ كلّ قصص رامي وماهر الجميلة. وتجيء الى موعدك السنوي تجدّد العهد مع أصدقائك الكثر ومع بلدتك إهدن التي نثرتها أغنياتٍ ومواويل وكتبت عنها “في جردنا تتنافسُ الأشكالُ والألوان والظلال والأصداء لتكوين المشهد الذي كلّما نظرتَ اليه وجدتَه ثابتا” ومتحركا” ، ومفتوحا” على المرئي واللا مرئي”. وتجيء الى موعدك الذي ارتأيناه لقاء فنّياً  لأنّنا وجدنا معك وعبرك الخلاص بالفن والشعر  والموسيقى، وانّ “مهمّة  الفنّانين هي المساعدة في تألق الجمال، فالجمال يُضمدّ كثيراً من الجراح” كما يقول البابا فرنسيس”. “

ثم رحّبت يمّين بالفنان هيّاف ياسين “العصامي، الابتكاري، والأصيل بانتمائه الى رسالة الموسيقى، هو من أدخل آلة السنطور إلى تقاليد بلاد الشام ومصر، كما انه مؤسس فرقة التراث الموسيقي العربي” ورأت انّ “معه ستلبس قصائد جورج يمّين حلّة جديدة، بهيّة، راقية مع مسار لحني يتفوّق على المنطق ليخاطب الروح  وسيمنحنا أجنحة  تنقلنا الى سماع أمسية قائمة على مقامات نهضة  الموسيقى العربية”.

كما تمنّت لأعضاء الفرقة الفنّانين ” التجلّي والطاقة كي ينكشفَ ما في قلوبكم وفكركم من أنوار ويأتي اللحنُ الطارىء والمرتَجل على المستوى الذي تريدون ان كان غناءً او عزفاً”.

بعدها قدّمت الفرقة أمسية موسيقيّة وغنائية  تضمنّت ثلاث  نصوص للشاعر الراحل جورج يمّين “حصار”، “عبثاً تستنطق المرايا” و”أغنّي لأوصد صمتاً” وضع ألحانها الدكتور ياسين على نسق القصيدة المغنّاة في عصر النهضة للموسيقى العربية.

وفي ختام الأمسية قدّمت يمّين منحوتة الجمعية التذكارية للفنان ياسين “على عمق رسالته الإنسانيّة ونبل نشرها وتعليمها بعيداً عن الجانب المادي” الذي بدوره أعرب عن سعادته للقاء جمهور هذا الموعد الثقافي وقال “إهدن كما ناسها على قدر كبير من الجمال والفرادة . اليوم موسيقانا اكتسبت أبعاداً مدهشة  مع قصائد جورج يمّين وتجلّت في أقبية هذا الدير  العريق العظيم الذي نأمل أن يظلّ مرجعاً لروحانية الموسيقى كما الصلاة”.

Post Author: SafirAlChamal