اخترق صوت الفنان عاصي الحلاني منشآت معرض رشيد كرامي الدولي، محطماً العديد من الجدران أمام أبناء طرابلس والشمال ، الذين وجدوا في مهرجانات طرابلس السياحية الدولية فرصة للتواصل في أمسية فنية جديدة من أمسيات كسر الجمود والثبات والحرمان المخيمين على المدينة، فحضروا الى المسرح من بيروت ومختلف المناطق الشمالية والأحياء الطرابلسية بأعداد كبيرة،
أربكت المنظمين الذين حاولوا التخفيف من اندفاع العديد من المعجبين، الذين دفعتهم حماستهم الى تخطي البروتوكول، والأماكن المخصصة بهم، نحو المقاعد الأمامية، ليكونوا على مقربة من الفنان الحلاني الذي ابدى اعجابه وشكره لجمعية طرابلس حياة لاتاحة الفرصة امامه للقاء هذا الجمهور ومد جسور التواصل بين ابناء الوطن الواحد.
ويمكن القول انه رغم القيود التي حاول البعض فرضها من خلال حرمان المنظمين من حصتهم المالية من وزارة السياحة والمقاطعة الواضحة من قبل اركان السلطة لمهرجانات العاصمة الثانية، الا ان ذلك لم يؤثر على سير المهرجانات التي كان حفل انطلاقتها مميزا قبل ايام، واستكمل بنجاح كبير في لقاء الفنان الحلاني، الذي اضطر الى الغناء وقت اضافي تماشيا مع الجمهور وتلبية لرغبته.
لكن رغم ذلك النجاح ثمّة تساؤلات كثيرة تطرح منها، هل هناك مؤامرة على الحركة السياحية في طرابلس؟. وهل من يعمل تحت جنح الظلام لإفشال المهرجانات الدولية الثالثة التي تنظمها جمعية “طرابلس حياة” بإمكانيات متواضعة أو إذا جاز القول بـ”اللحم الحي”؟. أم إنه الإهمال والحرمان واللامبالاة من قبل الوزارات والهيئات المعنية التي تمعن في تصنيف طرابلس دائماً بين عداد “الأيتام على طاولة اللئام”.
بالأمس، تكشفت فصول اضافية على هذه المؤامرة تضاف على كيدية وزارة السياحة، وتمثلت في حرمان وزارة الطاقة وشركة كهرباء لبنان العاصمة الثانية من التيار الكهربائي لمنطقة المعرض ومحيطها، غير آبهة لمهرجانات دولية أو لأنشطة سياحية، أو لحركة زوار من خارج المدينة كانوا بأمسّ الحاجة إلى الإنارة العامة ليستكشفوا الطرقات التي توصلهم إلى معرض رشيد كرامي الدولي حيث تقام المهرجانات ، مما ترك الطريق من ساحة عبد الحميد كرامي نزولاً إلى المعرض ومتفرعاته أشبه بمنطقة أشباح، غابت عنها الإنارة العامة، في وقت تنشغل فيه كل الوزارات لخدمة مهرجانات في مناطق اخرى ترعاها قوى سياسية، فتفيض عليها بالخدمات والتسهيلات وتعطى الامتيازات على حساب العاصمة الثانية، لكن طرابلس قالت كلمتها واستطاعات ان تتحدى كل تلك الصعوبات والمعرقلين وتنطلق بمهرجاناتها بنجاح كبير سيستكمل في الاسبوع المقبل بلقاء الفنان كاظم الساهر.
